ج) حالة العلويين النُصيريّة: هامشية تاريخية وتبنّي دولي
نتابع حديثنا عن المجموعة الثالثة التي ساهمت في أقلَنة المشهد السياسي الاجتماعي السوري، ألا وهي مجموعة العلويين. وبرغم أنّ الأدب يقتضي أن تُنادى المجموعة بما تختاره لنفسها من اسم، ثمة ضرورة علمية لاستعمال مصطلح (العلويون النُصَيريّة)، وذلك لتفريق حالهم عن حال العلويين التُرك، ولكي لا يختلط الأمر على القرّاء العرب وخاصة قرّاء المغرب العربي. ومع ذلك، سيكون استعمال هذا المصطلح متناوباً مع استعمال لفظة (العلويون) لوحدها. ولا يفوتني أن أشكر الأخوة الأربعة الذين راجعوا هذا الموضوع الحسّاس، وأشير إلى أنّ اثنان منهم من المنطقة الساحلية.
أبدأ بالتذكير بأن الفكرة المركزية التي تربط أطراف الموضوع الذي نناقشه هي أنّ الثورة السورية ليست مجرّد ثورة ضد نظام سياسي، وإنما أنها عملية ميلاد أمة غُيّبت منذ فترة الاستعمار واعتُدي على هويتها المسلمة من قِبل نخبٍ ثقافيةٍ ومواقف أقلوية –سواءاً أكان ذلك بقصد أو بغير قصد. وإنها تلك الهوية التي تحاول استعادة فضاءها الطبيعي في سيرورة الثورة. وبالمقابل وفي غمار هذه العملية، تتأزّم بازديادٍ هوية المكوّنات الأخرى للمجتمع السوري.
وكما جرى الحديث عنه من قبل، لا يمكن فهم مواقف المجموعات قليلة العدد من غير أن نضعها في سياق الإرث العثماني ونظام الملّة. فلقد حفظ نظام الملّة للمجموعات المختلفة درجاتٍ عالية من الاستقلالية. والمفارقة أنّ هذه الاستقلالية هي التي دَعَت الفِرقَ إلى تأزيم هوياتها فيما بعدُ، وذاك التأزيم نتج عن الفكر الحداثي الوافد وعن السياسات الاستعمارية لفرنسة وإنكلترة وروسية، حيث بذرت بذرته قبل الانهيار العثماني -وتمهيداً لهذا الانهيار- بإعطاء الميّزات للطوائف وادّعاء الدفاع عنها وعن مصالحها.
وأنبه إلى نقطة منهجية في البحث، ألا وهي أنّ التحليل العلمي لا يشغل نفسه بالإدانة وتعيين الإثم، وإنما يركّز على محاولة فهم الظاهرة وتحليل أوجهها، ويسعى إلى فهم موقف الآخر وكيفية تفكيره والعوامل التي تحمله على سلوكٍ معين، ولو كان هذا الآخر عدواً أو معتدياً، ولو كان سلوكه منحطّاً أو إجرامياً، من غير أن يقع التحليل في نسبية أخلاقية تبريرية.
وإني لعلى وعيٍ كاملٍ أنّ الخوضَ في مثل هذا الموضوع في زمن التهاب المشاعر نتيجة عسفٍ وعذاباتٍ وتخريبٍ وقتلٍ وتشريدٍ وتدميرٍ لبلدٍ ووطن، مجازفةٌ لا تلقى عادةً قبول القرّاء وتُزعج وتُغضب الناس على اختلاف انتماءاتهم ومواقفهم. وحسبي أن أسعى إلى التحليل العلمي، فهو وإن كان يحتمل التعقيب والاستدراك ولا يمثّل إجابة نهائية، لا أشك في أنّه هو الأقوم -خلافاً لكتابات التنديد والتهييج- ولا يخدش التزام الكاتب بقضية الثورة ولا تعاطفه الواثق مع قضية أمّته.
وسوف تتمّ معالجة حالة العلويين النُصيريّة من خلال تحليل ثلاثة أبعاد: هامشية الفرقة، ومستوى ثقافتها ومهاراتها، والاستقطاب الدولي الذي تعرّضت له.
ميلاد أمة في خضم التفاعلات الحضارية والجيوسياسية
ميلاد أمة-1: إشكالية الهويات منذ الأفول العثماني
ميلاد أمة-2: التوجهان العروبي الإسلامي والقومي العربي
ميلاد أمة-4: من مِلَل إلى أقليات: مقدمات
أ) حالة المسيحيين: العروبة والوطنية
ب) حالة الكرد: المخيال القومي وتأزمه
ج) حالة العلويين النُصيريّة: هامشية تاريخية وتبنّي دولي
2- مستوى التثقّف وامتلاك المهارات:
4- الخلفيّة النصيريّة والتديّن:
5- الاصطفاف الطائفي:
6- خلاصة:
ميلاد أمة-5: التصميم الطائفي لدول بلاد الشام
Tagged: الأقليات والسياسة, التعددية, الثورة السورية, الربيع العربي, الطائفية, خلفية الثورة السورية
[…] ج) حالة العلويين النُصيريّة: هامشية تاريخية وتبنّي دولي […]
[…] ج) حالة العلويين النُصيريّة: هامشية تاريخية وتبنّي دولي […]
[…] ج) حالة العلويين النُصيريّة: هامشية تاريخية وتبنّي دولي […]
[…] ج) حالة العلويين النُصيريّة: هامشية تاريخية وتبنّي دولي […]
[…] ج) حالة العلويين النُصيريّة: هامشية تاريخية وتبنّي دولي […]
[…] ج) حالة العلويين النُصيريّة: هامشية تاريخية وتبنّي دولي […]
[…] حالة العلويين النُصيريّة: هامشية تاريخية وتبنّي […]
[…] حالة العلويين النُصيريّة: هامشية تاريخية وتبنّي […]
[…] حالة العلويين النُصيريّة: هامشية تاريخية وتبنّي […]
[…] […]
[…] […]
[…] النصيريين فهي قصة طويلة، وقد عالجتها بالتفصيل (انظر العلويون النُصيريّة: هامشية تاريخية وتبنّي دولي)؛ وقصتهم أيضاً محلّ شاهد. فبرغم كل البغض تجاههم بسبب […]