تجرّع السمّ الزعاف

تجرّع السمّ الزعاف

كل الدلائل تشير إلى أن ضربات عسكرية من قِبل الناتو قادمة قريباً.  ولا نعلم مدى هذه الضربات وشمولها، غير أنه لا شك أنه ليس في الأفق أي نيّة لتغيير النظام ولا لإسقاط منظومته.  وبعيداً عن سذاجة الإدعاء عن تحرّك الضمير الديمقراطي أو عن وجود ضغوط شعبية في الغرب من أجل التدخّل، لم تفتأ الإدارة الأمريكية وخبراؤها التأكيد على أنّ العمل العسكري المباشر سوف يحدث إذا هُدّدت سلامة الأقليات أو وصل سلاحٌ فعّال إلى الأيدي المجاهدة أو تجاوز الأثرُ الإقليمي للثورة الحدّ المقبول.

وسوف تستهدف الضربات من (سيثبت) أنه يمتلك أسلحة محرّمة…  ويشمل ذلك بالتأكيد كل ما يزعج النظام الدولي ممن يُعتبر صعب المراس أو يستقلّ بقراره فيخرج عن الحدود المقبولة؛ وجزء من المعارضة المسلّحة يدخل تحت هذا الصنف.  وسوف يفتح التدخّل الخارجي المباشر فصلاً جديداً في مسيرة الثورة، فصلاً مديداً ذا فاعليات جديدة بعيدة كل البُعد عن حسمٍ سريع

وعندما تتوازن القوى توازناً قلقاً تنغلق المنافذ الواضحة وتنفتح الاحتمالات على مجاهيل متراكبة.  ويحتاج استشراف عواقب التدخّل الأجنبي معالجةً منفصلة، وأكتفي في هذا المقال بالتذكير بخريطة الواقع عسى أن يساهم ذلك في صرف الوهم.

السياق الإقليمي:

ثمة حقائق راسخة على أرض الواقع و سياقات إقليمية محيطة بها هي التي ترسم حدود الإمكان في المستقبل والشكل العام للناتج النهائي.  ونؤكد بدايةً أنّ الثورة المباركة في سورية هي حدث إقليمي بامتياز لا يمكن أن تنحصر آثاره في حدوده السياسية التي رسمت على نحوٍ لا يتطابق مع الحقائق التاريخية أو التكتلات الثقافية.  التحدّي الذي واجهت به الثورة المباركة العالمَ أنه لا يمكن أن يتمّ في سورية تغيير من غير أن يؤثر ذلك إيجابياً على المحيط العربي والمسلم.

نجاح الثورة في تونس هو نجاح بلد صغير غير محوري، بلد عنده فرصة النضوج الذاتي ولكن ليس عنده كمون التاثير الخارجي.  أما التعاطي مع الواقع الليبي فهو غير صعب في بلد شاسع المساحة تكاد تتبدّد قواه بين ثقلين مدينيين وعمق صحراوي لواقع اجتماعي سياسي لم يتطّور ليمكّنه تجاوز المحلي.  وعلى أبواب هذين الربيعين دولة الجزائر التي طلّقت ثورة تحرّرها من الاستعمار وأعادت رسم دورها لتكون بمثابة شرطي شمال أفريقية وتمفصلاته مع الجنوب الغربي للقارة من البلدان غير العربية.

مصر أمة بذاتها لها أهميتها القصوى لحجمها الكبير ومركزيتها العربية.  ولكن آثار ثورتها تبقى محصورة إلى حدّ بعيد ضمن حدودها، مما يمركز الذعر من هذه الثورة داخلياً ولا سيما أن سيناء تشكّل فاصلاً طبيعياً دون التأثير شرقاً، بالإضافة إلى قلّة ذات يدها وضمور أدوارها الثفافية والفنية والإعلامية مقارنة بالسابق وبما قبل الصعود الخليجي.  وعلى كلّ حال ضُربت بُرعمة الثورة وأُدخلت البلد في تنازعٍ لن يستطيع مجتمعُها أن يخرج منه، علاوة على الخنق التدريجي للحياة المصرية بالتحكّم المتعاظم بشريانها المائي، ذلك التحكّم الذي مكّنه انطواء السياسية المصرية منذ توقعيها صكّ السلام.  وأضف إلى ذلك عقوداً من اللبرلة الاقتصادية التي حرمت مصر أن تنهض على مقوماتها الذاتية، إلى جانب عسكرة هذا الاقتصاد وربط مصالح حياة عدد كبير من الناس بالاستبداد العسكري.

الثورة السورية المباركة هي الحالة الوحيدة التي تفوق آثارُها الإقليمية آثارَها المحلية، والتغيير المحلي الذي أحدثته الثورة في سنتها الأولى بجهودها الذاتية هدّد صيغة السيطرة على المنطقة، تلك السيطرة التي استندت منذ حقبة الاستعمار إلى تمكين الأقليات غير المسلمة وشراكتها مع النخب المستغربة.  كما عرّت الثورة في سنتها الأولى تلك السيطرة المقنّعة بالدُثر القومية على نحوٍ هدّد الاستنادات الثقافية لهذه السيطرة.

ولا مراء في أنّ وضعاً جيوسياسياً تتعافى فيه مصر تدريجياً وينفلت فيه عفريت سورية يجول في بلاد الشام يشكّل مزدوجة قوى خطيرة، تحاصر النفوذ الإسرائلي وتعصره من جهة (ليس مواجهةً وحرباً وإنما تباعداً وهجراً)، ومن جهة أخرى تُحرّر الكمون التركيّ وتُمكّن شروط تعاظمه ليمهّد لهذه القوة الإقليمية أن تنمو قوةً دولية تتحدّى القوى الأروبية المجاورة لضفّتي تركيا الشرقية والغربية.

إنّ القوى التي فجرتها الثورة العربية الكبرى للقرن الحادي والعشرين، ولا سيما في مركز بلاد الشام وشقيقتها المصرية، تمتلك جذوراً حضارية تاريخية راسخة، وتمتلك عمقاً جغرافياً حاسماً، وتمتلك رصيداً ديمغرافياً زاخراً…  مما يشكّل التحدّي الوحيد لتسلّط الحضارة الغربية وسياساتها الاستعمارية، تحدٍّ يفوق خطره التحدّي الإيراني الذي نجح في اجتراح مواقع استراتيجية تُجبر العالم على التعامل معه والتفاوض.

الثبات برغم الزلل:

الحقائق المرّة كثيرة…

لقد توقّفنا عن البكاء على الجناح السياسي للثورة الذي عجز عن الرقيّ إلى كمون الثورة بسبب عدم نضوجه وضعف أهليّته، وبسبب محاصرته دولياً، وبسبب الطلبات التعجيزية للثورة في الداخل ورفضها أن يشاركها أحد في توجيه الحراك.

الحراك الثوري المدني الذي مثّل روح الثورة ورأسمالها الأعظم عجز عن استمالة شرائح واسعة من المجتمع، وذلك بسبب أنّ النظام قمعي بامتياز، وبسبب المواقف الذاهلة للقيادات الدينية، بالإضافة إلى التصعيد غير المدروس للحراك المدني.  ثمّ أصبح الحراك المدني شبه مستحيل بعدما تسلحّت الثورة، وأضحت الإغاثة جلّ ما يشغل الضمير، وهي بذاتها جريمة تعرّض العامل إلى التنكيل من قِبل نظامٍ فاجر مجرم.

الحراك المسلّح، وهو مبرر أخلاقياً، تعجّل ولم يستوفِ شروط تتابع الإمداد ولا التأمين المسبق للاحتياجات الميدانية سواءاً أكانت مؤناً أو وقوداً أو طبّاً وأدوية أو ما يمكّن من  التواصل في ظرف الأزمات…

وبرغم كل أوجه القصور، مكّن ثباتُ الثورة منقطع النظير واعتمادُها على نفسها -بما في ذلك دعم السوريين في المهجر- وسلوكُ النظام الفاجر الذي أغلق كل منفذ للتراجع…  مكّن هذا مراكمة الانجازات العسكرية إلى حدٍّ أصبحت محاصرة العاصمة والضغط عليها لانتزاع تنازلاتٍ جذرية ضمن دائرة المحتمل سسياسياً إذا توافر دعم خارجي بسيط.  غير إنه تخلّف الدعم ومُنع دخول سلاح نوعي -ناهيك عن الدعم- وقيل يومها إنّ الحسم العسكري غير ممكن والحوار هو المطلوب؛ فالبدائل السياسية المرضيّ عنها غير متوافرة، وليس هناك من هو جاهز لخيانة الثورة وبيع قضيتها ممن له شعبية ويحظى بقبول واسع.  فتوجّهت الجهود الدولية إلى إفساد سلوك القوى العسكرية بتمويلها مباشرة على نحوٍ فوضوي وشلليّ.

والمواقف الدولية المتخاذلة دفعت -عملياً- إلى دخول مقاتلين أجانب (يقّدر الخبراء الغربيون حجمهم بـ 5 إلى 10% من مجموع القوى المسلحة)، ومن جهة أخرى أعطت النظام فرصة تشكيل قواتٍ خاصة مدرّبة على حرب العصابات، ثم سمحت بدخول ميليشيات أجنبية لمساندة النظام، فتعمّق البُعد الطائفي للصراع، وهو بُعد حرص النظام السوري على تأجيجه، وساهم التمويل الخليجي في تعميقه.

وإنّ الدعم الخليجي المتردّد والانتقائي لا يمكنه أن يحقّق نصراً، فهو دعم وسواسه مواجهة إيران لا حرية شعب، وهو معادٍ للربيع العربي وكل ما تعلّق به.  فكيف يمكن الانتصار بنصف الشروط المطلوبة؟  وهل يستقيم أن تعطي ما يكون به قيامٌ ثم تتنكّب لهذا القيام وتحرمه من المزيد لأنه استنشق ما لا تحبّه أن يستنشق؟  وكيف يمكن للدعم المزاجيّ المنشغل بشؤونه الداخلية أن يواجه التصميم الإيراني الحازم والمكتمل؟  وكيف يمكن للتشكيلة الأخيرة للمعارضة السياسية التي ازداد بُعدها عن النبض الثوري أن تكون فعّالة؟

إنّ التضحيات العظام والتصميم الأكيد لأمةٍ ذاقت طعماً للحرية ورفضت الذلّ ولم تساوم على كرامتها… جبرت قلّة الحيلة في الوسائل المادية للثورة.  غير أنه فتّ عوارٌ ثقافي في عضد الصبر والمصابرة والعزم والثبات.

العوار الثقافي حدّه من طرفٍ أوهامٌ عن خلافة مزعومة يتمّ في محاولة الوصول إليها تجاوز الضوابط الشرعية، كما يتمّ تجاوز السببية التي وضعها الخالق قانوناً للنصر والتمكين.  فأُهمل الجهادُ وترك الرماةُ مواقعهم وتحوّلوا من الكرّ والفرّ الذي يملكون وسائله ويتقنون أسبابه إلى رفع أعلامٍ على مساحات محرّرة يُهرع فيها إلى سراب غنائم من أجل إدارة ممالك مفصلّة على مقاسات إديولوجية لا تمتّ إلى مقاصد الشريعة بصلة، وتقدّم جلب المصلحة المتوَهمّة على درء المفسدة المتيَقّنة.

ومن الطرف المقابل ثمة عوار ثقافي في مواقف نخب عَلْمانية يسارية وقومية دبّ في قلبها الذعرمن يوم ما صاحت الثورة (يا الله ما لنا غيرك يا الله)، فاعتبرت ذلك خطاباً طائفياً.  واختار بعضُها التحالف مع العدو أو خفض سقف الثورة، فعزّزت هذه الارتكاسات الاصطفافات الطائفية والإديولوجية بعيداً عن مصلحة الوطن.

القوى الدولية التي تتحاور في خيارات أحلاها مرّ كانت قد تركت للنظام الحاكم في سورية وحلفائه الفرصَ الكافية للتمكّن بحيث أصبح اجتثاثه عالي الكلفة ويحتاج حجم عملٍ نعرف مسبقاً أن العالم غير مستعدٍ لتحمّلها.  إنّ بداية ظهور أمر الأمة وبداية إمساكها بزمام أمورها -الذي لا يكتمل بدون حيازة السياسة والتحكّم بمسارها- أوعز إلى القوى الدولية -ولا سيما تجاه ما هو محيط بإسرائيل- أن تستثمر الشرخ التاريخي -الوحيد- في الأمة المسلمة، الشرخ الشيعي السنيّ بوجهه القومي الفارسي العربي.  وهكذا سُمح لإيران وميليشياتها اللبنانية والعراقية بالدخول إلى العمق الشاميّ -برغم تجاوز ذلك الأعراف والقوانين الدولية- من أجل تشكيل أسسٍ بنيوية وثقافية لنكاياتٍ داخلية تفلّ في عضد الاجتماع الإسلامي… دخولٍ رحّب به طرفٌ تماهت شخصيتُه التاريخية مع الطائفية، فعزّز ردّ فعل الطرف الآخر الذي فجعه عجز أكثريته بعدما تمّ الاستحواذ على نخبه الدينية وغير الدينية.

رمال متحركة:

لا يمكننا التنبؤ الدقيق بما قد يحصل، فحريق المنطقة قد نشب منذ قريب سنة وهو معرض لاستعار أكبر.  ولكننا ندرك أنه ليس بوسع أحدٍ -بما في ذلك النظام الحالي- بسط نفوذٍ سياسي طبيعي على ما كان يُعرف بسورية بحدودها السياسية الرسمية، كما أن نجاح جنيف 2 غير متصوّر بسبب التبعثر الكبير.  استمرار الفوضى والنزاع الداخلي هو العنوان المرشح للمرحلة التالية.

وإذا استطاع النظام الحالي الإمساك بالدولة من دمشق إلى حلب (ولو بدون  المنطقة الجنوبية والشرقية والشمال الشرقي والشمال الغربي) فإن هذا الجسم يمتلك عناصر متعدّدة للقوة. والغالب أن النظام لن يستطيع الإمساك بحلب، ففي هذا تهديد مباشر لتركيا.  وبرغم أن تركيا أعياها عدم نضوج القوى الثورية في الشمال إلا أن محورية منطقة حلب كحزام أمانٍ لها لا يُتصوّر التفريط بها.

نفوذ النظام في المنطقة الساحلية سوف يستمرّ لاستناده إلى ولاء طائفي بين نصف سكانه، ولكن لن يكون هذا النفوذ نفوذاً سياسياً ذا وزنٍ بلا مناطق حمص التي تؤمّن للنظام التواصل وخاصة مع القوى اللبنانية.  وعلى كل حال، أي استقرارٍ مرجوٍ متوهّم من قِبل النظام سوف تهزّه الضربات الانتحارية التي سوف تنتقم للجروح المكلومة.

وإذا تُرك للنظام أن يُمسك بدمشق فمن المتوقّع أن يترافق مع جهود خلخلة التمكّن الإيراني فيها ومنع تفرّدها بمنطقة نفوذٍ واسعة تطلّ على المتوسط وتخدم المصالح الروسية خدمة شبه مجانية بلا عناء غير توريد سلاح فائض.  وهذه الخلخلة يمكن أن تصيب المدنيين بكل مصاب.

والمتوقّع أن تسعى إيران إلى الاعتراف بدورٍ أكبر لها في المنطقة من خلال تحرّشات مسلّحة بإسرائل تقوم بها الفرق اللبنانية أو الفلسطينية الموالية لإيران.  وعندها تتقوّى الطبولُ القومية العربية، ويزداد خلط الأوراق بحيث يستحيل فهم الموقف بالنسبة لوسطي المواطن العربي (ولليساريين في العالم كله أيضاً) في غمرة الحديث عن الإمبريالية العالمية.

ما أصعب أن لا يكون هناك خيار للمرء إلا تجرّع السمّ الزعاف.  وإني لا أكتب ما أكتب من أجل التيئيس، وإنما من أجل حفز الاستبصار في مواجهة واقع شديد التعقيد والتراكب.  والثورة منتصرة رغم كيد الكائدين، وما كانت التضحيات العظام لتذهب سدى.  وأكتب أيضاً لأؤكد أنّ الشرط الضروريّ للانعتاق هو نضوجٌ ثقافيٌ أدّى تخلّفه إلى حرف مسيرة السياسيّ والعسكريّ والدينيّ.  والنضوج الثقافي هو الثمرة النهائية للثورة العربية، ومثل الربيع الذي يحتاج فصلاً لتتحوّل الزهور إلى ثمار، فإنّ استواء شطء الزرع العربي المسلم على سوقه يمرّ عبر جيل فريد هو رهن التشكّل…

مازن هاشم

21/10/1434

26/8/2013

Tagged: , ,

10 thoughts on “تجرّع السمّ الزعاف

  1. ايمن 2013/08/28 عند 8:20 ص Reply

    سلمت يداك بما كتبتْ لانها شخصت جرحا نازفا لكانه انفجار الابهر التاجي للقلب ليحرر الدماء الزكيه في عروق امه تجمد فيها دم يساري وعلماني وطائفي ….وستسر هذه الدماء في الجسد لتحييه شاء من شاء وأبى من أبى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء … نعم أحياء في ضمائر الأطفال والنساء والشباب في ضمائر الأحرار الوطنيين العقلاء في ضمائر القوميين الاذكياء الذين يقول يا الله ما لنا غيرك يا الله من واقع تاريخي عروبي إسلامي لا من تطبيع علماني غريب استغرابي

    الحق ان الضربه هي ضربه استباقيه متفق عليها بين نظام استعماري خبيث يحب خلط الاوراق وبين نظام طائفي فاجر ….هذه الضربه بمثابه جهد كربائي لمن أصيب بجلطه قلبيه فالقلب هو دمشق والجلطه هي جهد الثوار لايقاف الدماء في عروق النظام والجهد الكهربائي هو هذه الصدمات التي لا تميت بل تبعث الحياه أما كيف سيفهمها الناس فبحسب البعد الثقافي فالعامة من الناس سيفهمونها أنها تدخل إمبريالي لصالح الجيش الحر والجيش الحر سيفهمها دعم من غير حساب والأسد سيفهمها للعالم بانها تدخل سافر وهل يعقل ان يقدم الأسد على فعل ذلك قبل يوم واحد من زياره اللجنه . ان الأهداف التي ستضرب حددها لهم الأسد وسيرد عليها حتى ينال عاطفه عربيه شعبيه

    بالاضافه الى ما ذكرت هذه الضربه الأستباقيه هي بمثابه
    ١-إذن مسبق للتدخل الغربي
    ٢- تجربه للغرب لعلها تنقذه من حيرته وتخرجه من دجله وتحسن صورته وتكسبه مصداقيه
    ٣- وهي بمثابه أخذ زمام المبادرة فقد أصبحت الثوره على أبواب الشام السبعه وما دخل احد دمشق الا وكان له النصر تاريخيا لذلك لا بد من اغلاق بوابه فتح القدس وتقويه buffer zone الأردن كي يرد عن حمى حكام الضلال في الخليج وعن صعلوك الأردن وعن السرطان الذي طفح كيله إلى أسوار القدس الشرقية
    ٤- عقال لتحجيم الثوره السوريه الجنوب ( بارك الله بالذكاء التركي الذي أخذ زمام المبادره بالتدخل أيضاً ليحمي حماه بحمى الشمال السوري وهذا هو مكر الله على يدي عباده
    ٥- تصريح للتخابر على الثوره التى اعيت الغرب بصمودها
    ٦- وهي بمثابه تصريح لتدخل إيراني مستقبلي ومباشر في سوريه
    على كل هي ضربه لا بد منها كي يستشرف الغرب ويوزع حلوى الشرف مغموسه بدماء الأطفال ولابد منها لتقليم أظافر الأسد الخارج بشكل مزعوع عن الاراده الدوليه والتوازن الإقليمي وهي ضربه لا بد منها عل الغرب يكسب بعض ثقه الثوار فيخترق الثوره والبنيه الثوريه وأخيرا هي ضربه لا بد منها بعد ان تصيب الفكر الغربي بعوار النفاق والدجل والتردد الذي لم يفقهه من قبل

    اللهم الطف بالشام فإنها عمود دينك والطف باهلنا وإخواننا فما لنا غيرك وبالله التوفيق

  2. معتز فيصل 2013/08/29 عند 3:12 ص Reply

    بارك الله فيك اخ مازن وسلمت يداك. ما رأيك بالموافقة على قيام كيان علوي في الساحل لا نعرف مدى ارتباطه بالجسم السوري الأصلي؟

    • مازن موفق هاشم 2013/08/30 عند 12:23 ص Reply

      أخي الكريم السلام عليكم. كنت قد بعثت بجواب مختصر من خلال الأيميل. تذكرت الآن أنه ربما أصبحت تستعمل الحساب الجديد على الـ جي ميل. وعلى كل حال، الموضوع الذي طرحته في غاية الأهمية وعلى سياسيينا المحترمين أن يقلبوا فكرة التحاور فيه ويزنوا الايجابيات والسلبيات والطريق الأقوم بين ذاك وذاك، لأن تشكل نوع من الكيان قد يكون تحصيل حاصل، وإن من غير أن يكون دولة مستقلة رسميا. وكان في ذهني أن أكتب في الأمر رغم حساسيته.
      وهذا ما بعثته البارحة.

      السلام عليكم الأخ معتز.
      لا يخفى أننا سنواجه أسئلة محيرة جداً، وهي من نوع الخيارات “الحرة القسرية”. وسوف أسجل ملاحظات سريعة:
      – لست ممن يتعلق بالحدود الرسمية تعلقاً قومياً يستند إلى فكرة “التراب” السوري. ولا حاجة للتذكير بتاريخ تشكيل هذا التراب.
      – غير أن المحذور من سهولة القبول بكيانات هو التشرذم.
      – لكن أكاد أجزم بأنه ليس بإمكان أي قوة سياسية أن تجمع سورية بغض النظر عن الحدود الدقيقة التي تعتبرها.
      – قد يكون نوعاً من الاستقلالية للمناطق هو المعبر الوحيد لسلام نسبي.
      – من المؤسف أن فكرة اللامركزية مغلوط فهمها، فما بالك بالفدرالية (لا أحسب أن شروط الفدرالية متوافرة لسورية)
      – مشكلة القبول بفكرة قيام كيان علوي في الساحل هو أن نصفه غير علوي. فكيف نضمن عدم إحداث تطهير عرقي؟ وماذا نفعل بـ ربما 400 علوي في دمشق؟
      – الكيان العلوي الذي يملك قادته أدوات كثيرة سوف يحاولون معاظمة أرباحهم بالقبول الرسمي مع العمل على إضعاف الكيانات الأخرى في آن واحد.
      – ومع الخراب الحاصل، سوف يُغرون رؤوس الأموال (الحلبية والدمشقية)، وتتكفل إيران برعاية عدم الاستقرار في المناطق السنية ليهرب منها المال والمهارات.

      – نعم، أنا مدرك أننا لن نحصل على كل ما نريد، وأن الحصول على جزء مضمون هو أفضل من فقدان كل شيء. ولكن كيف تتأكد على الحصول على هذا المضمون.
      – وبالمناسبة، لا بد لنا أن ندرك أن العلويين الآن طوروا لأنفسهم شخصية إثنية لا بد من التعامل معها (واحترامها) والابتعاد عن الخيال بأنه يمكن تجواز مطالب الهويات الجزئية تجاوزاً كاملاً.

  3. نايف شعبان 2013/09/01 عند 2:57 م Reply

    السلام عليكم
    جزيت خيراً على التشريح الذي قمت به و الاستنتاجات التي وصلت إليها .
    إسمح لي أن بعض الاستنتاجات فيها نظر , لأنها قائمة على مسلمات تراها أنت , و هي بحد ذاتها محل خلاف و استقراء , أذكر منها على سبيل المثال اعتبار تحرك إيران باتجاه إسرائيل هو عامل إيراني بحت , وجهة نظري أن إيران هي حالة قائمة شبيهة بإسرائيل الهدف منها الحصول على صيغة المقاومة و الممانعة لملوك الخليج لبقاء الاستبداد السياسي تحت هذا الزعم , مع فارق بسيط أن إيران دولة تاريخية و ليست ناشئة كإسرائيل , لكن الدور الإيراني لا يعدو كونه تبادل أدوار بتعليمات إسرائيلية أمريكية .

    جانب آخر , تشظي الثورة السورية على نفسها يتحمل سببه بالدرجة الأولى التيارات السلفية , هي التي اسقطت هيبة الفكر القانوني القادر على جمع شمل الوحدة الوطنية في ظروف الفوضى , في حين عجز الحل الإسلامي عن تحقيق ذلك , لأن معظم ما رفع من شعارات إسلامية لا تستند إلى قوانين و إنما إلى فتاوى شخصية أو عامة قائمة على موروث تاريخي يعاني من الكثير من الأخطاء .
    العلمانيين ليسوا سبباً و إنما هم حالة تبعية للسبب السلفي , لو أن التيارات السلفية وافقت على رؤية قانونية كمرحلة و تركت شعارات الخلافة و الشريعة لمرحلة قادمة , لاستطعنا استثمار الوطنية و القومية لتحقيق انتصار حاسم و لكان هناك استقطاب أطبر لبقية الشرائح , ناهيك عن تشرذم الرأي بين التيارات السلفية نفسها و إمكانية الصراع فيما بينها على شكل يشبه الصراع على كابول و تحارب التيارات الدينية .
    المال السياسي هو أكبر الأسباب و المحرك الأكبر و لكن الذي كرسه على أنه مال سياسي هو الدعم الخليجي للتيارات الدينية و رفض فكرة القانون و الاعتماد على الفتاوى و الأحكام , نعود هنا مرة أخرى إلى التيارات السلفية التي تتحمل العبء الأكبر .

    لا يفهم من مداخلتي مهاجمة التيارات السلفية , فهم الأقرب لي في الداخل من حيث العمل و التفاني في الجهاد , لكن هنا نشرّح الأسباب .
    التقسيم هو ” بعبع ” لإخافتنا و الضغط علينا سياسياً , و على مبدأ ” من لديه طباخ لا يتعب نفسه ” تركيا و الخليج لن يسمحا بالتقسيم لأنه مقتلهم و تكريس لكانتونات قومية و دينية في كل المنطقة , و لاحقاً حق تقرير المصير . فأنا استبعد التقسيم أو الفيدرالية

    • مازن موفق هاشم 2013/09/04 عند 8:18 ص Reply

      شكراً الأخ نايف على تعليقك المفصل. وأنا أوافقك على إشكالية العقلية الفقهية الحدّية غير السياسية. وكذا كان دور المال السياسي سيء جداً من ناحية تشجيع التشظي. وحتى الإغاثة هي مسيسة. نعم، الشروط الموضوعية للتقسيم غير ناضجة وصعبة التحقق، ولكنها أمنية في ذهن قطاع من الطائفة العلوية. وبالمناسبة، أناأتكلم عن مناطق نفوذ، ولم أذكر التقسيم. وشكراً مرة ثانية لتفاعلك.

  4. فايز العظم 2013/09/06 عند 5:05 ص Reply

    التحليل واقعي تماما لكن لابد من الرد على الجملة الأخيرة فقط . فلماذا نحصر الفرج القادم بجيل فتي قيد النشوء ولماذا الفرج حاليا لا يكون إلا بتجرع السم الزعاف . أين العدل الإلاهي بظلم لا بارقة أمل بنهايته بحياتنا المنظروة . وأين النخب الفكرية والدينيه من مبادرة تجمعها لتبدأ بنا ومعنا رحلة الفرج . أم أن هذا كلام وأفكار مريخية

    • مازن موفق هاشم 2013/09/06 عند 6:37 ص Reply

      الأخ فايز. لم أقل أنه ليس في حياتنا بارقة أمل، بل سنراه بأم أعيننا بإذن الله، وإنما اكتمال النضوج هو الذي يستغرق جيلاً. وهذا هو عين العدل الإلاهي في أن لا تحصد إلا ما زرعت. وقد زرعت النخب الفكرية العَلْمانية ما بُبعد الأمة عن انعتاقها، وزرعت النخب الدينية تواكلاً وبعداً عن الحياة الفاعلة وعن اتخاذ الأسباب ما يؤخر الانعتاق. وها هي الثورة المجيدة تنفض كل هذا. النصر قادم بإذن الله، ونرجوه أن تكون بدايته قريبة، أما اكتمال النضج فهو الذي يحتاج جيلاً. وأعتذر أن اقتضاب العبارة كان موهماً. وشكراً لتفاعلك مع مادة المقال.

  5. فايز العظم 2013/09/06 عند 11:04 م Reply

    الأستاذ موفق حفظة الله . عبارتك لم تكن مقتضبه ولا توحي إلا بالواقع فلا تظن أن أحد ممكن أن يفهمها بشكل خاطئ . وأنا معك أن الوعي ينتقل بشكل تدريجي وهو يحتاج لأجيال وليس لجيل واحد .لكنني كنت أسعى للإيماء والإشاره لتلك الحلقة المفقوده التي تقف بين ثورتنا وبين السير باتجاه الفرج . فالواقع يرينا وبشكل جلي أننا نقف بحالة مراوحة بالمكان في زمن تقاس لحظاته بالكوارث والآلام والتوقف فيه يعني التراجع والعمل على إيجاد مركبات تلك الحلقة المفقودة إنما يحتاج فقط لمبادرة . لكن يشترط عليها حتى تضمن النجاح وعدم الانزلاق في الفشل الذي سبقها له آلاف المحاولات والمبادرات السابقة . هو أن ينحصر العمل بها من قبل النخب الفكرية فقط . فانت ياسيدي ممن منّ الله عليهم بسعة الأفق ووضوح الرؤيا ومما قرأت أستطيع أن أضيف لهاتين الصفتين صفة الإخلاص والحرقة على بلدنا . ويقينا هناك الكثيرون جدا مما تجتمع لديهم تلك الصفات ولا أعتقد إلا أنهم بحاجة لمبادرة لتجمعهم معا وتصنع منهم حالة تكافلية تضامنية تعمل على رسم خارطة طريق ضمن فن الممكن تنطلق من ظروف اللحظة التي نعيشها باتجاه الفرج . فتلك هي الحلقة المفقودة التي يسبب غيابها عنا طول الإقامة في جهنم الدنيا .
    خلاصة الكلام أن الكرة بملعب النخب الفكرية المخلصة و طوبى لمن مسك ذمام المبادرة

  6. Fadwa najjari 2013/09/09 عند 3:54 م Reply

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الاستاذ الفاضل مازن هاشم
    رؤيتكم المستنيرة لواقع ومآل الثورة السورية – رغم الاختلاطات الضبابية المتراكبة التي شكلت ابعادها – تثير الاعجاب بالجهد البناء المغزول بهم ايجاد بارقة أمل . ولاارى انه يمكن لاي اضافة اثراء دراستكم القيمة .
    لكن اسمح لي بالتعقيب بأن ومضة الأمل التي سكبتموها في قلوبنا ، هي المُحّفز الاكثر الحاحا للإستبصار بما سيؤول اليه حال الأمة فيما اذا لم يتحقق الشرط الضروري للانعتاق ، الا وهو النضوج الثقافي المطلوب .
    ومع التسليم المطلق بمقولتكم ان استواء شطء الزرع العربي المسلم على سوقه يمر عبر جيل فريد هو رهن التشكل . هذه المقولة التي ازهرت ياسمينا وحبقا في خيالاتنا ، سرعان ماغيبها الإستبصار بإدراك ان هذا التشكل هو لغم بوجهتين ، ان وجهته لرحم الارض فجر لك صخورا وانهارا وفتح لك انفاقا ومسالك لدنيا رحبة وان تركته رهن الصدف والمعطيات لينفجر كما يشاء سيكون فيه الهلاك والخراب . ولوبعد تحقيق النصر العسكري . ولنا في ثورات الربيع الاخرى دروس وعبر .
    التساؤل هو عن كيفية الوصول الى تشكيل النضوج الفكري المطلوب ، وهل يمكن ان يحدث هذا عفويا وتلقائيا ؟
    فهذا الجيل الذي هو رهن التشكل . كيف سيتشكل في رحم الفوضى والنزاع الداخلي ؟ ….!… في غياب التعليم ،،،،، في ذل التهجير ،،، مع عضات الجوع ،،، مع الخوف والحقد ،،،، مع اليتم والضياع ؟،،،،،،،كيف ؟ ان لم نأخذ بيده ونتعهده ؟. الا يحتاج هذا لنُخبٍ تتبنى القيام بهذه المهمة الجليلة ؟
    برأي ، الدور االفعال لهؤلاء الذين اعتنقوا الثورة ، هو اليوم وليس الغد . ليس للتخطيط والدراسات المعمقة لاعادة بناء الوطن في كل مناحي الحياة فقط ، بل والاهم والاخطر لاعادة بناء الانسان فيه ، اليوم يحتاج الوطن لخبرات ابنائه وجهدهم . لجميع ذوي الاختصاصات والمواهب فأين هم ؟
    ارى ان شريحة واسعة منا تتعامل مع الثورة كما يتعامل المشجع مع ناديه المفضل . اعضاء النادي هم فقط المطلوب منهم العمل لانجاح اللعبة ، ونحن ليس علينا الا التصفيق او الصفير .
    اليس بين شبابنا المثقف – وهم كثر والحمد لله – مطلق رجل يستطيع اثارة همم هؤلاء الشباب وتحفيزهم ، واحياء كوامن الخير في نفوسهم ، واستثمار قدراتهم المكبلة ؟ ان لم نقم بهذا الآن ، فلا اعتقد ان الزرع سيستوي على ساقه . بل سيكون كنبات الغابة المتوحشة ، فلا ربيع مزهر ان لم يسبقه شتاء تُشق فيه الارض ، وتُغرس فيه الاشجار ، وتُتعهد بالسقاية والعناية .
    ومع القناعة التامة ، بأن الله لن يخذلنا ، ولن يسمح لهذه التضحيات العظام ان تذهب سدى ، الا ان شرعه يطلب منا ان نستوفي الاسباب . وان نعقلها قبل ان نتوكل .

  7. مازن موفق هاشم 2013/09/11 عند 4:10 ص Reply

    الأخت الكريمة فدوى ، السلام عليكم ورحمة الله.
    أشكرك على تعليقك البليغ وطرحك لمعضلة المعضلات.
    التشكيل الثقافي كان على ذهن المثقفين والمجددين منذ زمن بعيد. غير أنه مناهج التجديد اضطربت وتفرعت، وبقيت في أطر النخب. ما هو مميز في الثورة العربية الكبرى التي نعيش أيامها أنها ثورة العامة. ولا أقصد هنا أنهم عامة لا يفهمون، وإنما أنها عامة لكل شرائح المجتمعات. وأحياناً أسمي الثورة العربية بالفاضحة، لأنها كشفت الغث من السمين، ليس في أعين المثقفين والنابهين فحسب، وإنما في أعين شرائح واسعة من الناس. لم تعرِّ الأحداث السياسيين فحسب، وإنما عرّت أيضاَ أدعياء كل مذهب وإديولوجية ومهنة ومدعي دين… لقد عرّت المفتي والمثقف والصحفيي والفنان…

    نعم، هناك على أطراف النهر الجاري تيارات جزئية تدور حول نفسها وتعرقل مسيرة النهر، وربما تخيف الناس من اعتلاء المركب. ولكن ينبغي أن لا تلهينا هذه الدورات المحلية عن رؤية التيار الهادر.

    ولن يتمّ بناء الإنسان في ردحات الراحة وإنما في معمعة الحياة. وها هو العالم العربي يخوض معركة وجود بأسره. لقد انطوى قرن الضياع والحيرة في مواجهة الحداثة، ودخلنا قرناً جديداً برؤية تجديدية تستمد رشادها من منهل قرآنها، في منهج منفتح على التجربة البشرية ورافضٍ للتلفيق الحضاري بآن. وإذا كان إحكام الفكر هو شرط استقامة المسيرة، ومكانه المؤسسات، فإن الفأل الحسن هو أيضاً من شروط الظهور، ومكانه القلب وثقافة المجتمع.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: