المكانة في المجتمع
- المرأة مكلّفةٌ أصالةً –وليس تبعاً للرجل– وهي محاسَبة فرداً مثلما هو محاسبٌ فرداً.
- كمال الخَلْق وأحسن التقويم يشمل الذكر والأنثى.
- مطلق الإنسان موهوبٌ بكمونات الصلاح والفساد، وليس أحداً من الجنسين أكثر فساداً أو صلاحاً أو استقامةً أو إغواءً، والتحدّي الأكبر للإنسان هو مغالبة دواعي الشيطان للهبوط أسفل سافلين، والتطلّع عوضاً عن ذلك إلى الرقي أعلىٰ العلّيين.
- المرأة مخاطبة بفروض الكفاية مثلما هو الرجل، بغض النظر عن ساحات هذه الفروض وطرق تلبيتها.
- لا ينحصر دور النساء –لزوماً وقسراً– في ساحة الأسرة، وإن كانت واجبات الأسرة أولويةً بحقّها وتستهلك كثيراً من طاقتهن بحسب الحال.
- تهميش النساء ورأيهنّ يضرّ المجتمع بأسره، والاهتمام برؤيتهنّ يغني المجتمع بأسره.
الأمومة وكمون الأنوثة
- وُهِبت الأنوثة كموناتٍ في الرحمة والرعاية والتعاطف مما هو في أعلىٰ الميزان الأخلاقي الديني، مثلما وُهبت الذكورة كموناتٍ عالية أخلاقياً ودينياً.
- الأمومة من أعظم معاني الإنسانية، وكذا الأبوة. والأولىٰ تستدعي الاحتفاء بالأنوثة وخصالها، والثانية تستدعي الاحتفاء بالرجولة وخصالها.
- ليس هناك إنجاز للمرأة أعظم من مخلوقٍ تحمله في رحمها وبراعم تُربّـيها، ثم تراهم كبروا وهمّهم بِرّها.
- المرأة الناضجة هي التي تُقدِّم واجب رعاية الأسرة على أي أمر آخر، وكذا الرجل الناضج في مؤازرتها لها وتعاونهما معاً من أجل صالح الأسرة.
- بحكم الحمل وتعلّق الأطفال بالأم، تتكاثر واجبات الرعاية على المرأة في باكورة حياتها، وما تقوم به ليس له بديل اصطناعي، ثم تتراجع هذه الأحمال بعد أن يكبر الأولاد. ولذا فمن الطبيعي أن تكون النشاطات غير الأسرية للمرأة متّسقة زمانياً مع هذه الحقيقة البيولوجية النفسية.
- لا ينتهي دور الأمومة بعدما يكبر الأولاد وتخفّ أعباء رعايتهم، حيث تبقى الأمّ والجدّة محفز التراحم كما يبقى الأب والجد معقل العزّ.
الزينة والستر
- حرص الإناث على التزيّن فطريٌ وانعكاسٌ طبيعيٌ لرفعتهنّ في تذوّق الجمال، ومن الزينة ما يظهر وما لا يظهر. أما التبرّج فيُفسد رونق الجمال بتغليب الحسّي على الشعوري.
- التبرّج طفولة نفسية، وفيه تجسيد للكِبْر وتعالٍ على البشر.
- التكشّف مفسدٌ للنساء عُجباً وغروراً، بقدر ما هو مفسدٌ للرجال استهلاكاً وترخيصاً. والتكشّف الفاضح طفولةٌ نفسية وسقوطٌ أخلاقي وتجارةٌ بالجسد.
- بعض الأزياء المعاصرة تُعزّز تمحور المرأة حول جسدها، وتختزلها في غرضٍ جنسي.
- الستر مطلوبٌ من الرجال والنساء على حدٍّ سواء، ومن طراز اللباس المعاصر للرجال ما هو مقرفٌ وغير أخلاقي.
- النوازع الجنسية بين الزوجين تُعزّز علاقتهما، أما ورودها خارج نطاق الأسرة فيساهم في التفريق بينهما وإيغار صدورهما، وربما خيانة عهدهما.
- الستر فطرةٌ مغروزة ومطلبٌ اجتماعي، لكن قد تتواضع الثقافاتُ على أنماطٍ من اللباس والسلوك فيها تضييقٌ على المرأة وتغليظٌ لا داعي له.
العلم والعمل ومكانهما في الحياة
- التعليم الأساسي للنساء واجبٌ شرعي وأخلاقي واجتماعي، وله أولويةٌ زمانية بداهةً، أما التعليم التخصصي فتوقيته أمرٌ مرنٌ يتبع الظروف وطبيعة المجتمع وحاجات الأسرة.
- فرض العمل على المرأة –لا سيما بوجود الأولاد الصغار– إرهاقٌ غير عادل، وفيه إخلالٌ بأولويات الأسرة.
- توافرت في زماننا هذا فرصٌ مرنةٌ لعمل النساء، وفي بعضها مساهمةٌ وفوائد، ويمكن لمن يناسِبها استثمار ذلك بحسب إمكانياتها وظروف الأسرة.
- الشاهد أن معظم النساء يخْترنَ من الأعمال ما يناسبهنّ، وكذا حقول الدراسة، ولا داعي لدفعهنّ نحو اختياراتٍ أخرى بدعوىٰ إثبات النفس.
- إن دفع المرأة للشغل في كافة أنواع الأعمال ما يناسب وما لا يناسب وما يخدش حياءها ويوظّف أنوثتها هو من جملة التنميط الحداثي، وإن دفع المرأة للعمل في أجواء تهين كرامتها أو تعرّضها لأذىٰ الساقطين هو من جملة الاستغلال الرأسمالي للنساء.
- لا يمكننا أن ننسىٰ أن الرأسمالية هي التي تُغرّر بالإناث، حيث تعتبر أن جسدَهنّ و رِقَّتِهنّ مصدراً للربح.
- تثقيف المرأة وتعلّمها من أهم واجبات المجتمع، به تزهو الأسرة ويترقّىٰ المجتمع. ولكن ينبغي أن لا يكون هناك علاقة ضرورية بين التثقّف والتعلّم من جهة والعمل الربحي من جهة أخرىٰ.
الأدوار وتقاسم الأعباء
- الإيثار من أعظم الخصال الإنسانية وأشرفها، وهو مطلوبٌ من المرأة والرجل على حدٍّ سواء، وتُعتبر التضحية بنصيبٍ للنفس من أجل الآخرين من أرقىٰ مقامات الإنسانية.
- الرعاية حصلةٌ فطرية في الأنوثة، وبها تتألّق وتُصقل. ولذا كان طبيعياً أن يكون القيام بالرعاية جزءاً من واجبات المرأة، فالنكوص عمّا هو الإنسان مؤهّلٌ له تقصيرٌ مذموم، كما أن التكليف بغير المستطاع ظلمٌ.
- الأعباء المنزلية التي تشتغل بها النساء عادةً هي من جملة التقاسم الطبيعي للأدوار الذي تشهد له كلّ الثقافات على طول التاريخ، غير أن هذا التقاسم ليس فرضاً أصلياً في حقّ النساء. وتحرص الزوجة عادةً علىٰ أن تكون هي ربّة المنزل ومَلِكته، كما تحبّ أن يجري مجرىٰ الحياة المنزلية وفق ذوقها. غير أنه تتعاظم أعباء الأشغال المنزلية وتُهمَّش قيمتها ودورها، ولذا لا بدّ من التقدير الكامل لتلك اللمسات التي تضيف إلىٰ الحياة رونقاً علاوةً على أهميتها في سير الحياة نفسها.
- إنه لَمِن البرّ أن ينشط الأولاد في خدمة أُمّهم، وإنّه لَمِن المروءة أن يساعد الزوج زوجته ولا يُثقل عليها، وتختلف الحالات في ذلك بحسب الوضع الخاص للأسرة. ويمثّل سلوك سيّد البشر نبراساً، حيث إذا فرغ من واجبات المجتمع “كان في خدمة أهله”.
- ليس الاضطلاع بالأعباء المنزلية هو الذي يحدّد قيمة الإناث في الأسرة برغم القيمة العملية العظيمة لهذه المساهمة وما تتطلّب من جهد. بل إنّ الذي يحدّد قيمة المرأة في البيت هو الروح التي تسكبها فيه، وشعور السكن الذي تغمره فيه، وسحر الجمال الذي تُضفيه على الحياة.
- إن جعل الإنفاق على الأسرة أولوية بحقِّ الزوج أمرٌ بديهي وينسجم مع طبيعة الحياة.
التنافر والتباغض
- في الأنوثة رهافةٌ وحسٌ جماليٌ عالٍ، ولذا تتأذّىٰ المرأة من رجالٍ لم تُصقل أحاسيسهم بالآداب الرفيعة، تلك الآداب التي تهذّبها الأديان وتدعو إليها.
- هناك أزواجٌ يظلمون زوجاتهم ويجهلون احتياجاتهنّ، وبدل أن يصرفوا قوّتهم للحماية يقومون بالتضييق والإكراه. وهناك زوجاتٌ يستعملن مهارتهنّ العاطفية في التحكّم النفسي. وكلّاً من السلوكين هدّام للأسرة وسعادتها، وفيه اعتداءٌ على حقّ الأولاد والأقارب.
- الطلاق مخرجٌ عند انسداد الحلول، ولكن التشجيع عليه لأدنىٰ سببٍ ليس بحكمة. وبشكل عامٍ في الطلاق على غير سبيل التسريح بإحسان إيذاءٌ لاحقٌ لكلٍّ من الزوجة والزوج، وإيذاءٌ أكبر للأولاد في سياق أسرة النواة المعاصرة التي تعاني الانحصار العاطفي.
- العنف المنزلي سقوطٌ أخلاقي لا يمكن أن يكون تجاهه أية اعتذارية. ودواؤه الأول التعزيز الثقافي للأعراف التي تزدري الإيذاء البدني أو اللفظي، ثم استنفار مؤسسات المجتمع الأهلي للحيلولة دون الإيذاء وردّ جهالة مَن يقوم بذلك، وتُستدعىٰ سلطة القانون عند خطر إيذاء الزوجة (أو أفراد العائلة) من أجل التفريق وتحديد العقوبة.
التكامل الكريم
- الانتقاص ممّا حبا به الخالقُ الكريم كلاً من الجنسين واختصّه به اعتراضٌ آثم وجهلٌ معيب. إن ازدراء خصال الأنوثة جاهليةٌ يأباها ديننا وترفضها قيمنا، وكذا ازدراء الخصال التي تتألّق بها الرجولة.
- إذا سلّمنا باختلاف الجنسين، وسلّمنا بأن كلاً منهما عنده فضلةٌ تزيد على الآخر، كانت النتيجة المنطقية وجوبُ التكامل بينهما.
- رغم الفروقات الحاسمة بين الجنسين، إلا أنهما يشتركان فيما هو راسخٌ ممّا يحدّد تفرّد الإنسان جسداً وروحاً وعقلاً وعاطفةً وإرادة.
- لكلِّ ثقافةٍ مسلَّماتٌ وقيم، وهي التي تحيط بالعادات والأعراف وأنماط السلوك، وقيمُنا هي القيم التي نطقت بها النبوات على طول تاريخ البشرية.
- قدوتنا هي الرسول صلى الله عليه وسلّم الذي ما عُرف عنه إلا خُلُق إكرام الزوجة والبنات ومراعاتهنّ، وهو الذي كان “رجلاً سهلاً إذا هويَت [عائشة] الشيءَ تابعَها عليه”.
الواقع والواجب
- بعض خصال النساء التي يبدو أن فيها ضعفاً هي جزء من فطرة الحياة، ولا مَعرَّة في ذلك، ولا من ترتيب الحياة لصيانتها. ومن حكمة الخلق أن جعل في النساء قدرةً كبيرةً على التأقلم، بحيث يمكِّنهنّ ذلك الاضطلاعَ بطيفٍ واسعٍ من واجبات الحياة في الأزمات وحين غياب الرجال. وحال الاستنفار هذه حالٌ استثنائي يرهق المرأة ويزاحم أولويات الأسرة، وليس من الحكمة الحرص على استدامته.
- تحيّزنا هو للفطرة، ودواعي الفطرة بالنسبة للرجل والمرأة بديهياتٌ لا تفتقر إلى برهان.
- كل ميزةٍ تمتاز بها الأنوثة تقابلها مسؤوليةٌ وواجبات، ولا يصحّ لما تتميّز به النساء أن يكون مادّة تعالٍ، وكذا الأمر هو للرجولة.
- ليس النمط الذي نستشرفه هو العادات المتقدّدة، ولا ذاك الذي يروجّه الإعلام بشقِّيه الذي يعكس صورة علاقاتٍ أسريةٍ بائدة أو الذي يعكس صورة علاقاتٍ أسريةٍ ناشزة.
- فقه الأسرة موضع تجديدٍ واجب، وكثيرٌ من الوعظ في مسألة المرأة والأسرة يخلط العادات بالدين ولا يستقيم مع الرؤية الشرعية ولا مقاصدها، وقد يكون في الفتاوى ما هو مرحلي مشروط بحالٍ مخصوصٍ فحسب.
- قوانين الأسرة في بلادنا المسلمة –والتي استمدّت أو استأنست بالفقه– تحتاج مراجعة شاملة ليناسب الواقع الذي تعيشه مجتمعاتنا فعلاً، مراجعة بعيدة عن الاستيراد من ثقافات أخرى أو عن تجاهل تغيّر الحال.
خطاب الجندر
- خرافيٌّ لا يفقه تبِعات الفروق النفسية والعاطفية والجسدية بين الجنسين.
- وسخيفٌ يدعو للتمحور حول الذّات والأنانيات.
- وعنصريٌّ يعمِّم التُهم على جنس الرجولة.
- وانتهازيٌّ ينفخ بالآلام ويتاجر بها.
- وعدوانيٌّ يوغر صدور الفتيات.
- وشيطانيٌّ يوسوس برغبات الانتقام.
- ومعقّدٌ نفسياً يجعل الفتاة تكره أنوثتها.
- وتخريبيٌّ يهدِّد استقرار الأسرة والمجتمع.
- وعدميٌّ لا يجلب السعادة لبناتنا وشبابنا، ولا يبني أسرةً سعيدةً ولا عِشّاً للمودّة والرحمة.
- وفاجرٌ يهدِّد منظومة الزواج ويسعىٰ إلى تطبيع الشذوذ.
- ولاأخلاقيٍّ يصادم روح الأديان وإرث النبوّات ومحصول حكمة البشرية.
- وجاهلٌ ينصح بما هو فاشلٌ في أرضه وبلده، ومكروهٌ من قطاعات واسعة فيه.
- واستعماريٌّ يتماهىٰ مع خطاب أعدائنا.
مازن هاشم، 2021-12-07
Tagged: المرأة، الأنوثة، الجندر، النسوية
ممتاز. شكرا.سمير طوير
Sent from AT&T Yahoo Mail on Android