تعليق على الاعتراض على خطبة الشيخ أسامة الرفاعي 14/6/2011
أقول، هذا النوع من التحريك (الناعم) محوري جداً في تكبير مساحة المعارضة. ولنتذكر، هناك قطاعات لن تتحرك على نحو عملي، ولكنها يمكن أن تغيّر مواقفها النفسية وتغير بعض مواقفها العملية غير المباشرة. ومن ناحية فاعليات التحريك، تعمل هذه القطاعات عمل الدائرة المحيطة الحامية للثورة الحارّة.
والمواقف الجزئية في المواجهة توسّع جبهة المواجهة وتربك أجهزة القمع:
1. إن قمعتها، تخسر إعلامياً لأن مشايخ مثل هؤلاء لا يمكن أن يُتهموا بالإرهاب.
2. اتخاذ قرار بقمع مثل هذه الظاهرة معناه توسيع جبهة المواجهة وإجهاد قوى القمع.
3. فلا خيار إلأ تركها وإن كان ذلك يساهم في في توسيع هامش حرية الكلام
النظام يعرف هذا تماماً، ولذلك يهدد المشايخ بشكل غير مباشر ويضيق عليهم. وفي مدينة مثل دمشق التي لا تُشجع بنيتها الديمغرافية على التحشيد، هذا العمل حيوي جداً، ولا سيما إذا لم ينحصر في مسجد أو اثنين. ولنتذكر نحن بحاجة إلى تغيير ثقافي في أكبر شريحة من الناس، وعندها يصبح أدنى تحرك منهم مناهض للنظام ولو كان قولة إيجابية بسيطة (مثل حرام عليكم أو زوّتوها) أو موقف سلبي صغير (مثلاً رفض التورية في حديث الهاتف، أو رفض المديح في وجه المخابرات)… يصبح هذا التحرك البسيط على مستوى الفرد كبير الوزن بسبب انتشاره والأعداد الكبيرة التي تقوم به.
المطلوب من المشايخ أن يصعّدوا القول إلى أكبر حدٍّ لا يقود إلى الاعتقال أو إلى توقيف هذا الصوت. هذا هو المطلوب في المرحلة الوسطى للثورة وقبل مرحلة غليان الحسم. والمشايخ عندهم حسّ مرهف ومهارة لا تضاهى في معرفة عتبة الاحتمال. وعتبة احتمال النظام تختلف بحسب الشخص والموقع، فهي مختلفة لرجل كبير السن مثل الشيخ راجح.
ولكن الموقف الناعم يُصبح سلبياً عندما يفقد النظام توازنه ويبدأ بالتراجع. عندها يحاول النظام محاورة أخْفتَ خطابٍ للمعارضة كي يقوم بتنازل ظاهري فقط. ولذا عند هذه النقطة ينبغي للخطاب أن يتحول من المطالبة إلى المناجزة.
مازن هاشم
Tagged: التصعيد الثوري, الثورة السورية, الربيع العربي, العملية السياسية
Wonderful expinaatlon of facts available here.