Tag Archives: السلمية واللاعنف

ملاحظات تجاه مفهوم اللاعنف في السياق السوري

12/4/2012

مفهوم السلمية أو اللاعنف يمكن أن يعالج على مستويين، مستوى المبدأ من حيث محتواه الأخلاقي، ومستوى الوسيلة من حيث نجاعة العمل.

السلم ضمن المفهوم الأول أمر أحسب أنه مضمر في توجيهات الإسلام، كما أن تشريعاته تدفع نحو ذلك.  وعلى أعلى مستويات التجريد، نجد فلسفة الإسلام تطرح رؤية رفق وتعايش مع الكون، ورؤية تعارف بين الإنسان وأخيه الإنسان.  فالكون مخلوق وهو محلّ سير وتفكّر، والإنسان مستخلف ومهمته الإصلاح ومنع الفساد، وتوجيهات الشريعة تدعو إلى الصفح والدفع بالتي هي أحسن.  وهذه الرؤية ينبغي أن تؤطِّر تفصيلات توجيهات الشريعة، سواء على صعيد السلوك الفردي أو التنظيم الاجتماعي أو التعامل مع الآخر أو النشاط الاقتصادي واستدرار الأرزاق المكنونة (يعني عالم المادة).  وفي كل ذلك تقف الرؤية الإسلامية قبالة الرؤى الحداثية التي تستبطن مبدأ الصراع والسيطرة في كل وجه من الوجوه التي ذكرتها.

ومن هذا المنظور وعلى هذا المستوى التجريدي، اتفق مع ما كتبه الأخ نورس وأثْني على تعالي النفس عما يشدّها إلى طينتها وعلى رفض الفكر للتشيطن.

أما مفهوم السلمية أو اللاعنف على صعيد دوره في التغيير، فلي ملاحظات أوردها باختصار.

إقرأ المزيد

استخدام العنف في النزاع الوطني

22/11/2011

دروس من التاريخ الحديث للصراع (3): استخدام العنف في النزاع الوطني

ما من ذي عقل يقول بتحبيذ الفتنة وهرج الاقتتال في المجتمع، والمقولات التي تدعو إلى السلام ونبذ العنف كثيرة. ومن أجل الإضافة في موضوع كُتب فيه كثيراً، سأسعى للتفريق بين حالات مختلفة تدعو الشعوب إلى التفكير بالعنف كوسيلة.

إقرأ المزيد

دور الثقافة في النهوض بعد الحرب

15/11/2011
دروس من التاريخ الحديث للصراع (2): دور الثقافة في النهوض بعد الحرب
كان موضوع الحلقة الأولى مقاومة الغزو.  السؤال المركزي لهذه المقالة القصيرة هو دور تبني ثقافة الغازي بعد الغزو وأثر ذلك في استقامة أمر البلد بعد انتهاء الغزو.

السلاح ومقاومة الغزو

17/10/2011

دروس من التاريخ الحديث للصراع (3): السلاح ومقاومة الغزو

العراق وأفغانستان واجها غزواً قادته أعتى قوة عسكرية في التاريخ الحديث، واستعملتْ فيه أحدث الأسلحة وأكثرها فتكاً. الجيوش النظامية الغازية غلبتْ الجيش النظامي في العراق، ولم يكن هناك ما تغلبه في أفغانستان، ولم يتحصّل الحسم في أفغانستان إلى اليوم.

إقرأ المزيد

سلمية الثورة

28/8/2011

تتابعت المقالات التي تحضّ على المحافظة على سلمية الثورة، وذلك لشعور داخلي وتخوّف من نفاد الصبر، إذ أن إفلاس النظام جعلته يتبارى في فنون القمع والتنكيل. وباقتراب عيد الفطر ربما يفكر المكر الشرير بمفاجآت يؤكد فيها على أنه مصمم على جرّ البلاد إلى الجحيم. ويبدو أن النظام ما زال يأمل أن استمراره بالتنكيل العشوائي سوف يدفع الثورة بالنهاية إلى استعمال السلاح. فلا بأس إذاً بعدم الاكتفاء بالإشادة بسلمية الثورة والتذكير -بما هو معروف- من مبررات البعد عن العنف.

إن استخدام العنف يقود إلى التالي:

  • تلطيخ صورة الثورة التي عرّت -على المستوى المحلي والإقليمي والدولي- وحشية النظام، وما كان لها أن تحقق ذلك لو استخدمت السلاح.
  • تراجع تأييد كثير من الأطراف على المستوى الإقليمي والدولي، بغض النظر عن خيبة الأمل بمستوى هذا التأييد.
  • تراجع تأييد قوى مترددة في الداخل. وبغض النظر عن خيبة الأمل بالقوى التي لم تحسم أمرها أو التي تكتفي بالتأييد القلبي، فإن مقاومة مسلحة سوف تجعل هذه الأطراف تغيّر مواقفها لصالح النظام.
  • يتخيل الذي يفكر باستخدام العنف أنه يمكن استخدامه على نحو شريف مبرر شرعياً وقانونياً. غير أنه من الناحية التنظيمية لا يمكن ضبط استخدام العنف.
  • فلا يمكن ضبط استخدام العنف لأن استعماله يفسح الطريق أمام النظام للقيام بأعمال تخريب واتهام الثورة بها.
  • ولا يمكن ضبط استخدام العنف لأن استعماله يفسح الطريق أمام قوى إقليمية متربصة تريد التحكم بمسار الثورة للقيام بأعمال تخدم أجنداتها الخاصة.
  • ولا يمكن ضبط استخدام العنف عند عدم تمايز الصفوف (خلاف الأمر عند مقارعة عدو خارجي). وسيشمل العنف عندها أفراداً من الشعب جنّدهم النظام على كره، فيدفعهم تلقي العنف إلى حميّة الدفاع عن أنفسهم.
  • إذا كان للعنف جدوى فهي باستعماله بقدرٍ مدروس والتحكّم به بدقة. وبغياب تنظيمٍ محكم وقيادةٍ مطاعة لا يمكن التحكّم بالعنف، بل يفتح استخدامُه البابَ إلى فوضى لا تأتمر بأمر أحد ولا تنصت إلى أحد.