Tag Archives: استشراف التطورات العالمية

التشكيلات المجتمعية البينية

لقد كُتب الكثير في تغيّر التشكيلات المجتمعية في مجتمع الحداثة وفي مرحلته المتأخرة بخاصّة والتي أُطلق عليها وصف ما-بعد-الحداثة. غير أن ما يدعو إلى التطرّق للموضوع في سياق المجتمعات المسلمة هو أن تلك التغيّرات ترسّخت إلى حدٍ بعيد من وجه، وتوطّنت في غير بلدان ثقافات المنشأ من وجه آخر. وكمؤشرٍ ناطق على هذا خبر نيّة الاحتفال برأس السنة الميلادية في بلاد الحرمين وتوقّع الترحيب بذلك من قبل شريحة ليست صغيرة من الشعب. لكن ولو سلّمنا بأن التشكيلات الحديثة توطّنت في بلاد المسلمين وجرى تطبيعها فإننا نذهب إلى القول إنها لم تصبح طبيعيةً.  وسبب ذلك أن هذه التشكيلات الحداثية تتصادم مع ما يُفترض أن يولّده النسق الثقافي التاريخي للمسلمين. وبرغم توجّه جزءٍ من الخطاب الفقهي إلى التلفيق مع معطيات الحداثة، لا يفتأ أن يصل هذا حدّ الاصطدام والتنافر مع منطلقات الثقافة الإسلامية، فيحفز ردود فعلٍ ناضحةٍ وغير ناضجة، وهو الأمر الذي يُعيد فيُبرز إشكاليةَ المستورد الوافد. إقرأ المزيد

الثورة ووعد الأمة في ميزان العمران الإنساني

إن كان يفوتنا أننا ماضون في منعطفٍ تاريخيٍ فريدٍ فلأن امتداده يعطي شعور المشيِ على خطٍ مستقيمٍ نحسبه على سكّته إلا بعض التعرّجات هنا وهناك. ويغشى البصرُ عمّا في الأفق ويصمّ السمعُ عن الهدير غفلةً واعتياداً. ومن علٍ يَلمح ذو البصيرة براعمَ الحقّ تتفتّح ولو بين شقوق الصخور، توارت عن الرياح العاتية أن تجتثّها وأفلَتت عن السيول الجارفة أن تقتلعها وأعجزت الوحوش الضارية أن تُجهز عليها، كلماتٌ طيبةٌ أصلها ثابتٌ وفرعها في السماء، تنتظر لحظة اكتمالِ الشروطِ ليثبُتَ الشطءُ ويستويَ على سوقه. إقرأ المزيد

المنظومة المعاصرة: تحولاتها وتأزماتها

نشهد تحوّلات عالمية كبرى، وهي ليست مجرّد متابعةٍ لجهود الاستخراب الأوربي وإن كانت متصلّة بها اتصال بداية النهايات. ونشير ابتداءً أن تأزّم مسيرة الحضارة الغربية ناقشتها كتاباتٌ لمفكّرين ومؤرّخين وأصحاب نظرٍ من شتى الثقافات، ونمتلك اليوم رؤيةً أوضح بسبب تفتّق تطوراتٍ كانت متواريةً في ثنايا الصيرورات التاريخية. ولكي نبسّط الأمر فلن نناقشه على المستويات المجرّدة، وإنما نتتبع انعكاساته في واقع الحياة، مع جلب بعض الدلائل كإشاراتٍ للاستئناس لا للبرهان.

إنّ إدراك التغيرات الجذرية التي حدثت في المنظومة العالمية ‑والتي ما زالت تحدث وبازدياد مطّرد‑ هو الذي يمكننا من التفسير القويم لما يبدو خارجاً عن النسق المألوف، وهو الذي يجنّبنا بخس القوى المحلية في عالمِنا لكمونها التغييري. ويناقش هذا المقال تأزّمات المنظومة في مسيرة المشروع الغربي على صُعدٍ ستة: الاقتصاد والسياسة والحرب والدمغرافيا والاجتماع والثقافة.  إقرأ المزيد