Category Archives: فكر

نموذج التعهيد في تاريخنا السياسي: تفاعل المعياري مع الواقع في النيابة عن الأمة

كتاب هدفه التأسيس لمرتكزات منهجية في قراءة تاريخنا السياسي. ويقوم الطرح بتأطير الحوادث في إطار التوجهات الكبرى لحركة الأمة، وتعتمد المعالجة المنطق الخلدوني في تقييم التفاصيل التاريخية، وتركّز على صيرورات العملية السياسية، وتستصحب إكراهات الواقع وخياراته المتاحة، وترصد التوتّر بين الاقتراب من المعياري والعقبات دونه.

مفاهيم سياسية لزمن التغيير

هذا الكتاب معالجة لمفاهيم كثر تداولها والجدال فيها بعد ثورات الربيع العربي. فسعة الحراك وعفويّته واجهت الضمير الشعبي بأسئلة لم يواجهها من قبل، أو ليس عنده إجاباتٍ وافيةٍ تجاهها، أو عنده اختلاط فهمٍ وحيرةٌ تجاهها.

يقوم هذا الكتاب بمناقشة طيفٍ من المفاهيم السياسية والتصاميم الإدارية بشكلٍ مختصرٍ ويحاول تقديم إجاباتٍ لما يعتلج الأذهان ولما يتداوله السجال الفكري القائم، ذلك السجال الذي يشارك فيه ذو العلم والمثقّف والحركيّ من خلفياتٍ متعددة. فكان التحدّي في التأليف هو العمق والاختصار في آنٍ معاً.

وشملت المواضيع مفهوم الدولة المدنية والمواطنة والدولة التعددية ودولة القانون، إلى جانب مفاهيم الحكم الإسلامي وتطبيق الشريعة. وكان لا بدّ من مناقشة مفاهيم العَلمانية وفصل الدين عن الدولة واللبرالية. وقريباً من المستوى التطبيقي، تمّت مناقشة آليات الديمقراطية ونماذجها المتعددة، وطبيعة الحكم تاريخياً في الدول المسلمة وتموضع السلطة فيها. واختُتم الكتاب بفصلٍ يبحث عن أسسٍ للتفاهم والتوافق بين التوجهات الفكرية المختلفة.

حول أفكار الأستاذ جودت سعيد

يمكن مناقشة تراث الأستاذ جودت سعيد رحمه الله في أربعة أبعاد: البُعد الشخصي، ومبدأ اللاعنف، وحزمة أفكار السننيّة والفاعلية وتغيير ما في الأنفس، ومنهج التعامل مع النصوص.

إقرأ المزيد

مسألة المرأة: رؤية عملية و إشكالية مدخل الجندر

المكانة في المجتمع

  • المرأة مكلّفةٌ أصالةً –وليس تبعاً للرجل– وهي محاسَبة فرداً مثلما هو محاسبٌ فرداً.
  • كمال الخَلْق وأحسن التقويم يشمل الذكر والأنثى.
  • مطلق الإنسان موهوبٌ بكمونات الصلاح والفساد، وليس أحداً من الجنسين أكثر فساداً أو صلاحاً أو استقامةً أو إغواءً، والتحدّي الأكبر للإنسان هو مغالبة دواعي الشيطان للهبوط أسفل سافلين، والتطلّع عوضاً عن ذلك إلى الرقي أعلىٰ العلّيين.
  • المرأة مخاطبة بفروض الكفاية مثلما هو الرجل، بغض النظر عن ساحات هذه الفروض وطرق تلبيتها.
  • لا ينحصر دور النساء –لزوماً وقسراً– في ساحة الأسرة، وإن كانت واجبات الأسرة أولويةً بحقّها وتستهلك كثيراً من طاقتهن بحسب الحال.
  • تهميش النساء ورأيهنّ يضرّ المجتمع بأسره، والاهتمام برؤيتهنّ يغني المجتمع بأسره.
إقرأ المزيد

الحداثة الناشزة ودولتها

من المداخل العلمية لدراسة المجتمع البشري على طول التاريخ القول إنه حضرت دوماً خمس مؤسسات: مؤسسة القرابة – مؤسسة الاقتصاد – مؤسسة التعليم – مؤسسة القانون – مؤسسة السياسية. وليس المقصود بالـ”مؤسسة” وجود هيكلية رسمية بالضرورة، وإنما اطّراد نشاطاتٍ بشرية تحوم حول حزمة الاهتمامات المذكورة، ويحفّ “المؤسسة” أدوارٌ متوقّعة ومراتب متفاوتة وأعرافٌ ناظمة وقيمٌ دافعة.

إقرأ المزيد

مفهوم المجتمع المدني وتطبيقاته

التشكيلات المجتمعية البينية

لقد كُتب الكثير في تغيّر التشكيلات المجتمعية في مجتمع الحداثة وفي مرحلته المتأخرة بخاصّة والتي أُطلق عليها وصف ما-بعد-الحداثة. غير أن ما يدعو إلى التطرّق للموضوع في سياق المجتمعات المسلمة هو أن تلك التغيّرات ترسّخت إلى حدٍ بعيد من وجه، وتوطّنت في غير بلدان ثقافات المنشأ من وجه آخر. وكمؤشرٍ ناطق على هذا خبر نيّة الاحتفال برأس السنة الميلادية في بلاد الحرمين وتوقّع الترحيب بذلك من قبل شريحة ليست صغيرة من الشعب. لكن ولو سلّمنا بأن التشكيلات الحديثة توطّنت في بلاد المسلمين وجرى تطبيعها فإننا نذهب إلى القول إنها لم تصبح طبيعيةً.  وسبب ذلك أن هذه التشكيلات الحداثية تتصادم مع ما يُفترض أن يولّده النسق الثقافي التاريخي للمسلمين. وبرغم توجّه جزءٍ من الخطاب الفقهي إلى التلفيق مع معطيات الحداثة، لا يفتأ أن يصل هذا حدّ الاصطدام والتنافر مع منطلقات الثقافة الإسلامية، فيحفز ردود فعلٍ ناضحةٍ وغير ناضجة، وهو الأمر الذي يُعيد فيُبرز إشكاليةَ المستورد الوافد. إقرأ المزيد

الثورة وملامح التغيير الحضاري-4

المنطق الواقعي و  سياسة الأمة

القيم العليا تمدّ الناس بآفاقٍ متجاوزة للواقع، غير أن التحقّق في الأرض لا يمكنه أن يتجاوز الواقع، بل إنّ فهمه فهماً قويماً هو شرطٌ للتحقّق من جهة وهو مما يدعو إلى فهمٍ أعمق للمنظومة الملهمة للقيم من جهة أخرى. ولعل هذه هي العقدة التي يتراوح فيها الحراك الثوري بعد أن طاحت به لاواقعية الأحلام تارةً وأسر الواقع تارةً أخرى. إقرأ المزيد

الثورة وملامح التغيير الحضاري-3

الخروج من سجن الدولة الحديثة

الدولة الحديثة تعتدي على المجتمع بطبيعتها ومن خلال مؤسساتها التي يُفترض أنها لازمة لإحكام الإدارة، غير أنها ما تلبث أن تصبح جارحة خانقة كالجنازير التي تحيط برقاب الأحصنة التي تشدّ العربة. وحين تقع هذه الدولة في قبضة “الفرعونية الطاغوتية” تقوم بمحاولة سحق المجتمع، فإذا كانت طائفية أقلوية تقوم ‑إضافة إلى ما سبق‑ بمحاولة محو الثقافة. ولقد اخترنا مصطلح الفرعونية الطاغوتية لأن لفظة “الاستبداد” لا تعبّر عن المعنى المراد تقريره. فالاستبداد هو الانفراد بالرأي في شؤون الأمة. وما تشكو منه بلادنا يفوق ذلك بكثير، إذ يجمع بين عناصر ثلاثة: تحكّم نمط الدولة الحديثة، وتحكّم معاداة طبيعة المجتمع، وتحكّم الحقد على ثقافة المجتمع. إقرأ المزيد

الثورة وملامح التغيير الحضاري-2

الشكوك و تخلخل العادات والطقوس

تحيط بالأنظمة العقدية ثلاث طبقاتِ حماية: المسلّمات الواضحة التي لا يُقبل الجدل فيها، والقواعد الضابطة التي تنظم الجزئيات فتشكّل سوراً حول البذرة، و طقوس السلوك التي تستثمر الاعتياد كي لا يشوّش على انسياب النشاط.

وفي ساعات الأزمات المزلزلة تتراكم الشكوك في كل شيء بما فيه المسلّمات وما ادُعي أنه مسلّمات، فيدفع ذلك نحو الضياع لدى البعض ونحو الاعتصام بالمحجة البيضاء لدى الآخرين. إقرأ المزيد