Category Archives: التعددية

ميلاد أمة في خضم التفاعلات الحضارية والجيوسياسية

ميلاد أمة في خضم التفاعلات الحضارية

في الذكرى السنوية الثانية لثورة السوريين المباركة يليق بالتحليل أن يرتقي إلى الآفاق الرحيبة للانبعاث الحضاري الذي تمتلكه الثورة، تلك الآفاق التي تشير إلى وجهتها العامة وتدلّ على نسق خياراتها في التشكيل المجتمعي والثقافي والمؤسسي.  كما أنه يليق بالتحليل أن يرصد البيئة الجيوسياسية المحيطة بالثورة، تلك البيئة التي بآن تشكل كمونه القابل للاســتثمار و ترسم له حدود الإمكان.

وتنتفض البلد اليوم ليس كسورية بحدودها السياسية المعروفة، وإنما شاماً بفضائه التاريخي.  وما تخوّف العروش القُطْرية المحيطة بسورية قلب الشام إلا تعبير عن هذا، كما أنّ (فزعة) الدعم المدني من خارج الحدود الرسمية لسورية –بغض النظر عن طبيعتها وألوانها- هي أيضاً ليس إلا مظهر من مظاهر ارتباط الثورة بالتشكيل الجديد لشخصية الأمة.  وكثير من التفسيرات السياسية لا تحيط بأعماق التغيير الحاصل، وإنما تفسّر سيرورته العملية، وما كانت هذه السيرورة لتتخلّق لولا وجود الانتماء الحضاري.  غير أنّ الحضاريّ لا يفسِّر القرارَ والموقف السياسي، وإنما يفسّر أو يضيء خلفية ترجيح خيارٍ سياسي على آخر فحسب.  ولكنّ القرار السياسي في النهاية مرهونٌ بكمون الحضاري وآفاقه، وإذا خالفه أو لم يرعه دخل نفق العجز والفصام النكد.  والقرار السياسي مقيّد أيضاً بحدود ما يسمح به الجيوسياسي، وإذا عارضه أو تجاهله توقّف في ساحة المحال.

وسوف يتكئ التحليل على تطوراتٍ تاريخيةٍ مهمةٍ حلّت بمنطقة بلاد الشام وما حاذاها، إلى جانب تطورات سياسية معاصرة، مُذكّراً بها ومشيراً إلى مفاصلها من غير الخوض في تفاصيلها[1].

د. مازن هاشم


[1]   كمرجع تاريخي عام انظر: ألبرت حوراني.  تاريخ الشعوب العربية.  ط 2، نوفل، 2002.

ميلاد أمة في خضم التفاعلات الحضارية والجيوسياسية

ميلاد أمة-1: إشكالية الهويات منذ الأفول العثماني

ميلاد أمة-2: التوجهان العروبي الإسلامي والقومي العربي

ميلاد أمة-3: النزعة القُطْرية

ميلاد أمة-4: من مِلَل إلى أقليات: مقدمات

     أ) حالة المسيحيين: العروبة والوطنية

     ب) حالة الكرد: المخيال القومي وتأزمه

     ج) حالة العلويين النُصيريّة: هامشية تاريخية وتبنّي دولي

ميلاد أمة-5: التصميم الطائفي لدول بلاد الشام

الربيعُ الشاميّ و التشيّعُ و الفرصُ التاريخيّة

في غمرة التلاطم السياسي وفرز المواقف التي قدحتها ثورة الشام، تستعر اليوم الاتهامات المذهبية، وأخصّ منها بالذكر الاستقطاب السني الشيعي.  وليس هدف هذا المقال المختصر المساهمة في تأجيج الخلاف في هذا الموضوع وإنما زيادة تبيان جوانبه، قادني إليه التفكّر في مسألة أدلجة المبادئ الدينية وفي أثر مسيرة الثورة الشامية على تمحيص الدعاوى الشيعية بالخصوص، فللساسية طريقتها الخاصة في امتحان الإديولوجيات.  والأهم من ذلك أن معالجة هذا الموضوع توضح أننا نواجه فرصاً تاريخية قد فات بعضها وما زال بعضها الآخر رهن الاختيار.

للتشيع ثلاثة دعاوى كبرى في الاستدلال على المذهب: النصوص الدينية، والمظلومية التاريخية، والثورية السياسية.  جاذبية هذه الدعائم الثلاث تراجعت أمام عبق الربيع العربي، واهتزت وتضعضعت بعد الربيع الشامي.  وفيما يلي مناقشة مختصرة لهذه الدعائم وكيف تأزم حالها بسبب ما أضاءته ثورة الشام وما وضعته في كفّة الميزان.

إقرأ المزيد

تعقيبات أولية على مقال يرى الحل في الاستهداف الطائفي

4/10/2012
عرض المقال تطور الجهد العسكري وأزمته الكبيرة في غياب قيادة محكمة جامعة وفي تكتيكاته.

كما أكد على أنه “زادت كمية القذائف المضادة للدروع والتي نجحت في تحويل بعض المناطق إلى مقابر لها”

وجزم بإن “كل المراجعات التي يمكن لباحث أو مراقب القيام بها في العمليات العسكرية… لن تفضي إلا إلى توصية واحدة مفادها أن الأرض المحررة تمر من الأجواء المحررة”

إقرأ المزيد

مفهوم الدولة التعددية!

7/7//2012

عبارة الدولة التعددية الذي ظهرت مؤخراً هي مثال عن الاستخدام السادر للمصطلحات، الذي نشهده في هذه الأيام في فترة مخاض سياسي غير واضح المعالم.  فالدولة في حقيقتها ليست تعددية بل هي أقرب أن تكون واحدية!  الدولة الحديثة يترافق معها دستور واحد لشعب واحد وقانون واحد ضمن حدود جغرافية واحدة…

طبعاً، يمكننا الكلام عن مجتمع تعدّدي، بمعنى أن فيه عدّة ملل أو أديان أو قوميات…  غير أن الدولة الحديثة تستوعب هذه التعدّد وفق صيغة ما وتسعى جهدها لتقليص التعدد.  الدولة الحديثة تميل إلى عدم الالتفات إلى التعدّد مقابل التركيز على واحدية المواطنة، في حين أنّ التشكيلات السياسية القديمة هي التي وضعت التعدّد نصب أعينها وربطت البنية السياسية بالبنية المجتمعية على نحو واضح.  وكان آخر مثال على هذا في منطقة بلاد الشام هو نظام الملّة العثماني.

إقرأ المزيد

مفهوم المواطنة

1/7/2012

يتردّد هذه الأيام في سياق الثورات العربية مصطلح المواطنة على أنه هو العنصر المفتقد في الثقافة السياسية للعرب، وأنّ غياب هذا المفهوم ينتج عنه تفاوتاتٌ اجتماعية وربما بُغضٌ وتناحرٌ بين فئات المجتمع.  وبالمقابل، إذا آمن الناس بمفهوم المواطنة إيماناً عميقاً استوى فيه موقع جميع الناس في الدولة، مما يزيل تلقائياً كل دواعي الفرقة ومصادر الكره.

والخطاب في ذلك موجه خصوصاً إلى الحراك السياسي الإسلامي… إقرأ المزيد

The Levant Reconciling a Century of Contradictions

30/4/2012
Abstract

Although the revolution in Syria is unfolding within the country’s modern political borders, what is going on can only be understood by placing it in a larger historical context, which includes the adjacent geographical areas of Bilad al-Sham. Without such a broader view, the complexity of Syria’s current reality can neither be appreciated, nor can its consequences be accounted for its consequences and its future anticipated

Probably in no country is the mess of a land’s colonial legacy more visible than it is in Syria. This legacy’s pathway marks the country’s future development, and its implications are facing the revolution today with arduous challenges. The resulting complexity extends beyond the political dimension, for a similar level of complexity exists at the meta-cultural level. Furthermore, the change in Syria has regional consequences: It will institutionalize the Arab revolution as an unavoidable political force and energize the process of cultural reformation and the recovery of a civilizational Muslim identity

This essay first examines the region’s historical background and the consequences of the Ottoman order’s disintegration. Second, it analyzes the national identity dilemmas faced by the Arab world after colonialism, how non-Muslims reacted to that, and the two political paths that those countries pursued. Third, the essay discusses the formation of grievances among Syrian minorities in particular. Fourth, the politics of the post-independence era are discussed, highlighting the promise of development that Syria was embarking on. Then the essay analyzes the politics and social conditions that led to a dictatorship of three overlapping types: ideological left, sectarian, and neoliberal. Before discussing the undergoing revolution, a note on Islamic activism is presented as Islamic meanings were consistently the impetus for resistance. The revolutionary realities on the ground are then elaborated upon, emphasizing how the regime’s extreme violence against peaceful protest intersected with historical social alignments. Lastly, the essay discusses the geopolitical context in which the Syrian revolution is taking place, which at once makes it hard to prevail and makes any of its outcomes highly consequential for the whole region

التشيُّع: التطور من فكرةٍ سياسيةٍ إلى فرقةٍ دينيّةٍ

13/4/2012

استُكتبتُ لتوضيح مسألة التشيّع بنبذةٍ مختصرةٍ، وهو موضوع متشعّب لا ينجو كاتبه من اللّوم من كلّ الأطراف. فسأبذل جهدي مبتغياً توضيح السياق التاريخي لا تحليل المواقف السياسية المعاصرة.

إقرأ المزيد

الرابط الوطني ومضمونه الثقافي

17/6/2011

الرابط الوطنيَّ برغم بداهة أولويّته فيه عمومية وغير كافٍ كرابط وحيد بين مكونات المجتمع، ولا بدّ أن تكون المضامين الثقافية والمادة التي تملؤ الوعاء الوطني الشامل واضحة في الأذهان وحاضرة عند التفكير في الخطط العملية.

خلال ثلاثة الأشهر الماضية استطاع الحراك السوري أن يبلور مطالبه ويوضّح أبعاد إرادته على نحو جليّ. ولم تقتصر المفاجأة على اندلاع الثورة في سورية فحسب، وإنما أيضاً في نجاح تجليتها لأهدافها الكبرى وتحديد سمات تطلّعاتها: الله، سورية، حرية، كرامة، عدالة، وبس.   إقرأ المزيد

الطيِّ السليم لصفحة التاريخ

1/4/2011

لا يمكن لمراقب الواقع السوري أن يفوته ملاحظة الرغبة الأكيدة للشعب في العيش بسلام بين جميع مكوناته. وإذ تمثلت هذه الرغبة بتصرفات حكيمة على أرض الواقع برغم الظروف الحرجة أو بسببها، فإنها أيضاً صيغت صياغة جامعة على يد النخبة، سواء فيما أصدره مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية، أو فيما أعلنه موقع الانترنت للثورة السورية.

إقرأ المزيد

ملاحظات منهجية تجاه تفسير ظهور الأعاجم

28 ذي الحجة 1430/15 ديسمبر 2009

ما هو حكم الخوري في الإسلام؟ سُئلت هذا السؤال حقيقة، ولا شكَّ لم يكن الجواب سهلاً وإن كان هناك مجموعة كبيرة من الأجوبة التي يستجرّها مثل هذا السؤال الضبابي. إذ قد يُجاب بأن الخوري (عادي) لأنه مواطن في بلد عربي، أو أنه (رجل دين) محترم، أو أنه مثل كل رجال الدّين يدعون إلى الخرافة في عصر التكنولوجية. وقد يستجرّ هذا السؤال المُشكل خطبةً عن التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين أو خطبة عن الحروب الصليبية، وقد يرد ذكر فارس الخوري وأنه كان شخصية سورية مرموقة.

إن قصدي من إيراد هذه الحادثة الطريفة الإشارة إلى أن جودة السؤال تسمح بتفهم المشكلة، في حين أن سؤالاً مختلطاً قد يزيد الاختلاط اختلاطاً. وقصدي من إيراد الحادثة هو الإشارة أيضاً إلى أن الجواب السديد غير ممكن إذا لم يُعرف المطلب الذهني والفئة التحليلية اللتان يمكن استعمالها عند الجواب.

وباستحضار ما سبق يمكننا تفحّص سلامة الجدال الذي يجري حول الدورين الإيراني والتركي في المنطقة العربية… إقرأ المزيد