Category Archives: التعددية

ميلاد أمة-4: من مِلل إلى أقليات : ج) حالة العلويين [1] الهامشية

ج) حالة العلويين النُصيريّة: هامشية تاريخية وتبنّي دولي

  

1- الهامشية و المظلومية:

كثيراً ما تشعر الأقلّيات أنها مظلومة على نحوٍ أو آخر، أو أنها مهمّشة على الأقل.  شعور التهميش قد يدفع بالأفراد إلى العمل الدؤوب ليجبُروا هامشيّتهم وليرتقوا بمنزلتهم في عدة صُعُد: معاشية وعلمية واجتماعية واقتصادية وربما سياسية.  ويمكن لهذا النمط أن يتحقّق للمجموعات التي عندها ذخيرة ثقافية وافرة.  وخير مثالٍ على هذا هو حالة اليهود.  فاليهود عاشوا دهوراً يلفّهم شعور الظلم والاضطهاد، وكانت عيشتهم عيشة انعزالٍ في غالب الأحيان، اختاروها لأنفسهم ليحموا دينهم القوميّ.  وبعدما سمحت الظروف لخروج اليهود من الأحياء المنغلقة (الغيتو) التي كانوا يعيشون فيها، استثمروا مهاراتهم اليهودية الخاصة، من التوفير الشحيح واقتناء المستعمل من الأغراض إلى المراباة وإلى التحصيل العلمي…  ولكل ذلك أساساته في ثقافتهم الخاصة.  حالة الأرمن حالة أخرى يمكن الاستشهاد بها.

  إقرأ المزيد

ميلاد أمة-4: من مِلل إلى أقليات: ج) حالة العلويين النصيرية – مقدمة

ج) حالة العلويين النُصيريّة: هامشية تاريخية وتبنّي دولي

نتابع حديثنا عن المجموعة الثالثة التي ساهمت في أقلَنة المشهد السياسي الاجتماعي السوري، ألا وهي مجموعة العلويين.  وبرغم أنّ الأدب يقتضي أن تُنادى المجموعة بما تختاره لنفسها من اسم، ثمة ضرورة علمية لاستعمال مصطلح (العلويون النُصَيريّة)، وذلك لتفريق حالهم عن حال العلويين التُرك، ولكي لا يختلط الأمر على القرّاء العرب وخاصة قرّاء المغرب العربي.  ومع ذلك، سيكون استعمال هذا المصطلح متناوباً مع استعمال لفظة (العلويون) لوحدها.  ولا يفوتني أن أشكر الأخوة الأربعة الذين راجعوا هذا الموضوع الحسّاس، وأشير إلى أنّ اثنان منهم من المنطقة الساحلية.

  إقرأ المزيد

On the Sunni-Shiii Conflict-2

Below is a brief Discussion of Dr. Hathout’s piece, An Open Letter by Dr. Maher Hathout on the Danger of Sectarianism in America, thereafter referred to as the Letter. إقرأ المزيد

On the Sunni-Shii Conflict-1

A comment on Dr. Hathout’s article: Lord, Be My Witness – The Irrationality of Shia-Sunni Violence

At the outset, let me say the following: إقرأ المزيد

ميلاد أمة-4: من مِلل إلى أقليات: ب) حالة الكرد

 

ميلاد أمة-4: من مِلَل إلى أقلّيات:

ب) حالة كُرد الشمال: المخيال القومي وتأزّمه

من أجل فهم الحال الأقلويّ في سورية، ناقشت الحلقة السابقة حالة المسيحيين وميولهم الفكرية في شأن الرابطة الجامعة.  ويناقش هذه الفصل حالة ثانية مختلفة، كانت راكدة ومنسيّة ثم برزت فجأة على السطح في سياق الثورة.  وستُظهر المناقشة أن ما يشار إليه بالمشكلة الكُردية هو في حقيقته مشكلة كُرد الشمال بخاصة، ولا ينطبق على كُرد الداخل وكُرد المدن.

إقرأ المزيد

ميلاد أمة-4: من مِلَل إلى أقلّيات: أ) حالة المسيحيين

ميلاد أمة-4: من مِلَل إلى أقلّيات:

أ) حالة المسيحيين: العروبة والوطنية

نناقش في هذه السلسلة مسألة الهويات وتشكّلها في دولة سورية الحديثة.  وبعد المقدّمات العامة التي ذكرناها في الحلقة السابقة والتي تشمل الحالات الثلاث التي نتداولها، نركّز في هذه الحلقة على الحالة المسيحية بخاصة.

الحالة المسيحية حالة كان قد انطبق عليها وصف الملّة في العهد العثماني.  وهي التي تبنّى خطابُها القومية العربية ثم القومية القُطْرية، وبعد ذلك تطور الطرحُ ليشمل اشتراط الامتياز الوطني للمسيحيين شعوراً منهم بفقدان الحمى القديمة التي تمتّعوا بها عملياً تحت النظام العثماني في كنف الترتيبة القديمة للمجتمعات قبل الولوج في نمط الدولة الحديثة المرتكزة على الفرد لا الجماعة.

  إقرأ المزيد

ميلاد أمة-4: من مِلَل إلى أقليات: مقدمات

تحدثنا في الفصل الأول عن محاولات التحديث العثمانية التي ترافقت مع تأزّمٍ في الهويات الجمعيّة.  ثم بيّنا في الفصل الثاني كيف ظهر التوجه العروبي كمشروع سياسي للمسلمين العرب، وتلاه ظهور التوجه القومي العربي الذي نحّى الخلفية الحضارية المسلمة وتنكّب للروح التاريخية لمنطقة بلاد الشام.  الفصل الثالث أشار إلى أنه ما لبث أن حدث انزياحٌ في التوجه القومي العربي نحو الرؤية القُطْرية، انزياح يظهر في الخيارات السياسية أكثر منه في الخطاب، وهو الانزياح الذي افتُتنت به خصوصاً المجموعات غير المسلمة. 

  إقرأ المزيد

ميلاد أمة-3: النزعة القُطْرية

عرض الفصل الثاني توجهين نحو مسألة العروبة، الأول عروبيّ مسلمٌ والآخر قوميّ محض طاردٌ للخصال الإسلامية في خلفية الأمة أو ضائقٌ بها ومستبدلٌ لها بخصالٍ حداثية أروبية.

وبرغم أنّه في بادئ الأمر اجتذبت القومية العربية ومفاهيم الوُحدة النخبَ المستغرِبة والطوائف بعد الانفراط العثماني، حيث وجدت فيها بديلاً مقبولاً عمّا تكرهه وتمجّه، فإنها فيما بعد انتكست قُطرياً بعد أن وجدت أنّ الصيغة العربية سوف تغمسها مرة ثانية في بحرٍ عربيٍ مسلم؛ والنبرة القُطْرية مستمرة إلى اليوم.

  إقرأ المزيد

ميلاد أمة-2: التوجهان العروبي الإسلامي والقومي العربي

كان للحقبة الأخيرة من العهد العثماني أهمية خاصة لتشكّل الهويات في الفترة التي تلتها، أي فترة الاستعمار ثم الاستقلال.  فلقد دفع رفض سوء الإدارة العثماني والظلم الذي انتشر في عهد الاتحاديين الأتراك بعد ترهّل الامبرطورية إلى ظهور فكرة الرابطة العربية.  وتَشكّل فهم العروبة على نحوين: فهمٌ لرابطة عروبية مجاورة للرابطة الإسلامية، وفهمٌ عربي قومي رافضٌ للرابطة الإسلامية ومستبدلها برابطةٍ قومية ضمن مفهومها الأروبي شعب-دولة.  وكما سنرى، اتفق هذان الاتجاهان في العنوان الكبير في مرحلة تشكيل الهوية الوطنية غير العثمانية، ألا وهو وحدة العرب، واختلفا فيما عدا ذلك.  ولقد ظهر هذان التوجهان تقريباً بالتسلسل التاريخي الذي سنعرضه.

إقرأ المزيد

ميلاد أمة-1: إشكالية الهويات منذ الأفول العثماني

إنّ أعمق تجلّيات الثورة هو رفض الاغتراب الثقافي وتناقضاته لقرنٍ من الزمن.  وينبغي أن لا تُفهم الانتفاضة الضميرية على أنها مجرد انتعاش هوييّ سرعان ما يتلاشى، بل هي عزمٌ أكيدٌ يعمل على مستوى الشعور واللاشعور بآن، أصدق ما يعكسه نداءان للثورة: النداء المبكّر في الفترة السلمية المحضة “إلى الجنة راحين شهداء بالملايين”… وكانت جموع المتظاهرين تسقط فعلاً برصاص النظام الوحشيّ؛ والنداء الثاني هو “ما لنا غيرك يا الله” بعد معاينة التخاذل العالمي عن الدعم والعجز العربي عن المساعدة.  ولم تكن هذه مجرّد شعارات، فالشهادة هي شهادة آنيّة على الفعل غير مُرجأة، والاتكال على الله وحده ترجمه الفعل بالاستمرار الواثق رغم الظروف القاهرة.  ولم تكن هذه النداءات وأمثالها تصنيعاً مؤدلجاً من قيادةٍ ثورية، وإنما زفرات إنسانية وفطرة ثقافية وحقيقة تعكس الحالة الوجودية للنفس والعقل الجمعي، وتصلح حقاً أن تكون أيقونة أنثروبولجية مفسِّرة للحال الثوري.

إقرأ المزيد