بمناسبة حدث آيا صوفيا، حاولت رسم مدخل للتعامل مع دور العبادة المشيّدة قبل الفتح. ويعلّمنا التاريخ أن إهانة الرموز تدعو إلى التعصّب وتزيد من انغلاق الأذهان، في حين أن التسامح يفسح المجال للتفاهم. ومسيرة الإسلام شاهدة على ذلك، وما أخطأ قائدٌ بقسوةٍ في غير محلّها صدّت عن الدخول في الإسلام، إلا وأتى غيره وتصرّف بحكمة وقصر قوّة السيف على ساحة النزال واعتمد قوّة أحقيّة دين التوحيد فيما عدا ذلك، فانفتحت له القلوب.
ولذا ينبغي أن يراعى في التعامل مع دور العبادة القائمة اعتباران: ثقلها الرمزي، والوجود السكّاني لأهل هذا الدين. وأحدّد لذلك ثلاثة أحوال، كل منها يستدعي تصرفاً مناسباً.
1- رمز ديني عابر للبلدان
أ- وجود كتلة سكانية معتبرة من أهل هذه الديانة في البلد:
– لا يتغيّر وضعها كأرض عبادة ولا تغيّر شاراتها
– يشرف عليها ممثّلون من أهل هذه الديانة في البلد
– يمكن أن يكون للممثّلين المحلّين تواصل مع رموز الدين على الصعيد العالمي
– يستوي الأمر فيما إذا ارتبط مع هذا الرمز شعائر زيارة ونحوها أم لا
– للدولة سيادة أمنية وواجب المحافظة والحماية من الأذى
– للدولة حق فرض إجراءات دون تحوّلها مركزاً للضرار والإضرار
ب- عدم وجود كتلة سكانية معتبرة من أهل هذه الديانة:
– تعتبر أرض عبادة مهجورة، ولكن لا تغيّر هويتها ولا شاراتها
– يمكن أن تتحوّل إلى متحف ومزار
– تشرف عليها الدولة وتحميها وتنفق عليها من عائداتها
– تسعى الدولة إلى تيسير زياراتها ممن هم خارج الدولة.
– للدولة سيادة أمنية وواجب المحافظة والحماية من الأذى
2- رمز ديني وطني
أ- وجود كتلة سكانية معتبرة من أهل هذه الديانة في البلد:
– لا يتغيّر وضعها كأرض عبادة
– يمكن تغيير شاراتها إذا كانت عدائية
– يشرف عليها ممثّلون من أهل هذه الديانة في البلد
– يمكن التفاوض واستبدالها بمنشأة أخرى مكافئة لها
– للدولة سيادة أمنية وواجب المحافظة والحماية من الأذى
– للدولة حق فرض إجراءات دون تحوّلها مركزاً للضرار والإضرار.
ب- عدم وجود كتلة سكانية معتبرة من أهل هذه الديانة:
– تعتبر متحفاً ومزاراً لمكان عبادة مهجور، ولكن لا تغيّر هويتها
– يمكن تغيير بعض شاراتها
– تشرف عليها الدولة وتنفق عليها من عائداتها
– تتآكل استقلالية المكان مع التقادم وانقراض المطالب الوطني، ويمكن أن يشارك في المكان أهل دينٍ آخر
3- مكان عبادة محلّي
أ- وجود كتلة سكانية معتبرة من أهل هذه الديانة في المحلّة:
– لا يتغيّر وضعها كأرض عبادة ولا تتغير هويتها.
– يشرف عليها ممثّلون من أهل هذه الديانة في المحلّة
– للدولة سيادة أمنية وواجب المحافظة والحماية من الأذى
ب- زوال الكتلة السكانية من أهل هذه الديانة:
– يمكن أن تعتبر متحفاً ومزاراً لمكان عبادة مهجور
– يمكن تحويلها إلى مكان عبادة لدين آخر
– يمكن التصرّف بها بحسب المصلحة العامة
ملاحظة:
يبدو لي أن الأخذ بعين الاعتبار الفتح عنوة أم سلماً كان مردّه إلى أن تلك المباني كانت مراكز للسيادة الدينية والسياسية في آن.
Tagged: الأقليات والسياسة, علاقات الأديان
٠٠تاز. Ø´ÙØ±Ø§ أخ٠اÙÙØ±Ù٠أستاذ ٠ازÙ.Ø³Ù ÙØ± Ø·ÙÙØ±
[…] […]