10/10/2012
لا يفوت المراقب ملاحظة الاهتمام الشديد للتيارات الإسلامية -التي التفتت مؤخراً إلى السياسة- بمفاهيم جديدة ليست متبلورة عندهم بعد، حيث أنهم زهدوا من قبل بما طوّره أصحاب الفكر الإسلامي، فإذا بهذه التيارات تتراكض على عجل في هذا المجال.
وننبّه إلى أن طرح نموذجٍ فريد مستند إلى رؤية متفرّدة يحتاج إلى تحقّق ثلاثة شروط:
- أن تكون الأبعاد النظرية لتلك الرؤية الفريدة محررة ومتبلورة ومفصلة وتتجاوز الطرح العام (وهذا مبلور إلى حدّ بعيد).
- وضوح وسائط التنزيل من النظري المجرد إلى العملي التطبيقي (وهذا غير مكتمل في الساحة المسلمة).
- تفاعل شريحة كافية من العاملين مع كلا الطرحين النظري و التنزيلي، وتشرّبها لمتطلباتهما (وهذا شبه غائب أو تتلاطم فيه الأمواج).
مناخ الثورة الشامية دفع الكثيرين للتفكير بما كانوا معرضين عنه أو زاهدين فيه، وتمام هذا يتطلّب وقتاً لا يحتمله الظرف الحالي.
بعض الناشطين اختاروا طريق المزج الاعتباطي السريع وهم راضون بذلك.
والقاعدة الشعبية العريضة بعيدة عن الطروح الناضجة وتتمسك بـالشعارات الحالمة.
فنحن إذاً نمخر في سياق طروح سياسية مملوءة بالتشويش العَلْماني و الاختلاط الإسلامي. وإذا كان التحرّك السياسي مرتهن بالممكن السياسي، فإن الطرح السياسي مرتهن بالمفهوم/المفسّر سياسياً، وإلا لأساء فهمك القريب المحبّ قبل البعيد المبغض.
في الساعات الحرجة للتغيير، لا يمكن للمسيرة أن تنتظر ما جرى التقصير فيه، فتمشي المسيرة خديجة بقدر ما تمّ التقصير في إعداد (الأسباب) المفهوماتية والتنزيلية اللازمة لها.
د. مازن موفق هاشم
Tagged: التغيير السياسي, الثورة السورية, الحركات الإسلامية, الربيع العربي
اترك تعليقًا