3/11/2011
النظام كذاب أشر، ولا يصدقه معظم الشعب السوري ومعظم الشعب العربي، ولا تصدقه المبادرة العربية نفسها مما جعل رئيسها يستخدم كلمة (بلا لف ودوران) برغم عدم ديبلوماسيتها.
وواضح وضوحاً تاماً أن موافقة النظام على المبادرة لا تعدو أن تكون مراوغة ومحاولة لكسب الوقت.
وربما خطة النظام هي افتعال تقتيل لا يقوم به الجيش وليس واضحاً مصدره (كما جرى في مذبحة عمال الطوب) ليكون برهاناً على أن هناك فرق إرهابية.
ولكن شروط المبادرة العربية لم تخرج عن مطالب الثورة وإن لم تشملها كلها: انسحاب الجيش ووقف العنف والسماح للصحافة العالمية بالدخول…
ثلاثة أسباب تشكّل مبرر القبول المبدئي للمبادرة مع رفض الحوار حتى يتمّ تحقيق شروطها على الأرض (التي نعلم أنها لن تتحقق):
أولاً: المصلحة السورية أن تبقى الجامعة العربية عنواناً –ولو رمزياً- عندما يحدث أي تدخل أجنبي لحماية المدنيين.
ثانياً: تقليل تردّد الخائفين في التفنيد العملي لآخر حجة للنظام.
ثالثاً: نزع الحجة من يد الأقليات المتعاطفة مع النظام.
سياسياً، النظام وضع الكرة في ملعب الثورة. وإذا كان على الثورة وممثليها في الخارج أن لا يكونوا بلهاء فيصدقوا النظام، فإن عليهم يكون عندهم الصبر الذكي في قذف الكرة ثانية إلى ساحة النظام.
على أي موقف سياسي أن يحافظ على الثوابت، ولكن ليس عليه ضرورة رفض ما كان مسكوتاً عنه غير واردٍ لا بالنفي ولا بالإيجاب.
الثبات والجأش كلّلا الثورة السورية، أفلا ينبغي أن تكلّلها الحكمة والجرأة السياسية أيضاً؟
Tagged: الاحتواء والتوظيف, الثورة السورية, الربيع العربي, العملية السياسية
اترك تعليقًا