5/11/2011
الخطاب السياسي يرسل ثلاثة رسائل: ديبلوماسي وسياسي وإجرائي.
تأتي هذه العناصر مختلطة في الخطاب الواحد أو يغلب واحد منها إلى درجة يغيب العنصران الآخران.
الخطاب الديبولماسي إشاريّ تبجيليّ تظاهريّ يهمه السمعة وعنونة المواقف.
شكراً للجزيرة/العربية…، جمعة الله معنا، المكان الذي يعقد فيه اجتماع (اسطنبول/ القاهرة)
الخطاب السياسي البحت يوضح المواقف على شكل محدد ويشير إلى وجهة السلوك.
سلمية، لا طائفية، لا حوار مع نظام قاتل، الشعب يريد إسقاط النظام، المجلس الوطني يمثلني…
الخطاب الإجرائي يشير إلى تصرفات محددة.
سوف ترون مفاجأة في الأسبوع القادم، إعطاء مهلة لفترة معينة، الدعوة إلى الإضراب…
يراقب الخطاب السياسي الناضج هذه العناصر الثلاثة ويحاول أن يصيغها بمهارة.
الخطاب السياسي للقذافي كان ضعيفاً في بعده الديبلوماسي مقارنة بالخطاب السوري: أبسط مثال هو لباس القذافي مقابل التفاخر بلباس أسماء (قبل أن تسقط شرعية الرئيس)، مع أنه لا أحد يظن أن للباس علاقة مباشرة بالسياسة.
الخطاب السياسي للقذافي كان ضعيفاً في بعده السياسي البحت مقارنة بالخطاب السوري: اقتراح اسم إسراطين، مقابل حديث الممانعة؛ أو طرح مفهوم الجماهيرية واللجان الشعبية وأن القذافي هو قائد وليس حاكم، مقابل ادعاء التعددية السياسية بتشكيل النظام السوري (من أيام الأسد الأب) لجبهة تجمع القوميين والناصريين…
الخطاب السياسي للقذافي كان ضعيفاً في بعده الإجرائي مقارنة بالخطاب السوري: سوف أدمّر بنغازي، مقابل قتال مجموعات إرهابية.
وعندما أخل النظام السوري بأصول الخطاب، مثل قولة محو أروبة من الخارطة، لم يوفر أحداً السخرية من ذلك.
على الثورة أن تستحضر هذه الأبعاد الثلاث في تقويم الخطاب، وأن لا تغلب عليها الحساسية.
وكل يوم والثورة بخير
التاسع من ذي الحجة، 1432
Tagged: الثورة السورية
اترك تعليقًا